آل عمران ٣٥ - ٣٧
بمعنى الذى أى معتقا لخدمة بيت المقدس لا يد لى عليه ولا أستخدمه وكان هذا النوع من النذر مشروعا عندهم أو مخلصا للعبادة يقال طين حر أى خالص فتقبل منى مدنى و أبو عمرو والتقبل أخذ الشئ على الرضا به إنك أنت السميع العليم فلما وضعتها الضمير لما فى بطنى و إنما أنث على تأويل الحبلة أو النفس أو النسمة قالت رب أنى وضعتها أنثى انثى حال من الضمير فى وضعتها أى وضعت الحبلة أو النفس أو النسمة أنثى و إنما قالت هذا القول لأن التحرير لم يكن إلا للغلمان فاعتذرت عما نذرت وتحزنت إلى ربها ولتكلمها بذلك على وجه التحزن والتحسر قال الله والله أعلم بما وضعت تعظيما لموضوعها أى والله أعلم بالشئ الذى وضعت وماعلق به من عزائم الأمور وضعت شامى و أبو بكر بمعنى ولعل لله فيه سرا وحكمة وعلى هذا يكون داخلا فى القول وعلى الأول يوقف عند قوله أنثى وقوله والله أعلم بما وضعت ابتداء اخبار من الله تعالى وليس الذكر الذى طلبت كالانثى التى وهتب لها واللام فيهما للعهد وإنى سميتها مريم معطوف على انى وضعتها أنثى وما بينهما جملتان معترضتان و إنما ذكرت حنة تسميتها مريم لربها لأن مريم فى لغتهم العابدة فأرادت بذلك التقرب والطلب إليه أن يعصمها حتى يكون فعلها مطابقا لاسمها و أن يصدق فيها ظنها بها ألا ترى كيف أتبعته طلب الإعاذة لها ولولدها من الشيطان قوله وإنى مدنى أعيذها بك أجيرها وذريتها أولادها من الشيطان الرجيم الملعون فى الحديث ما من مولود يولد إلا والشيطان يمسه حين يولد فيستهل صارخا من مس الشيطان إياه إلا مريم وابنها فتقبلها ربها قبل الله مريم ورضى بها فى النذر مكان الذكر بقبول حسن قيل القبول اسم ما يقبل به الشئ كالسعوط بما يسعط به وهو اختصاصه لها باقامتها مقام الذكر فى النذر ولم تقبل قبلها أنثى فى ذلك أو بأن تسلمها من أمها عقيب الولادة قبل أن تنشأ وتصلح للسدانة روى أن حنة لما ولدت مريم لفتها فى خرقة وحملتها إلى المسجد ووضعتها عند الأحبار أبناء هرون وهم فى بيت المقدس كالحجبة فى الكعبة فقالت لهم دونكم هذه النذيرة فتنافسوا فيها لأنها كانت بنت امامهم وصاحب قربانهم وكانت بنو ماثان رءوس بنى إسرائيل وأحبارهم فقال لهم زكريا أنا أحق بها عندى أختها فقالوا لا حتى نقترع عليها فانطلقوا وكانوا سبعة وعشرين إلى نهر فألقوا فيه أقلامهم فارتفع قلم زكريا فوق الماء ورسبت أقلامهم فتكفلها وقيل هو مصدر على تقدير حذف المضاف أى فتقبلها بذى قبول حسن أى بمر ذى قبول حسن وهو الاختصاص وأنبتها نباتا حسنا مجاز عن التربية الحسنة قال ابن عطاء ما كانت