آل عمران ٣٧ - ٣٩
ثمرته مثل عيسى فذاك أحسن النبات ونباتا مصدر على خلاف الصدر أو التقدير فنبتت نباتا وكفلها قبلها أو ضمن القيام بأمرها وكفلها كوفى أى كفلها الله زكريا يعنى جعله كافلاها وضامنا لمصالحها زكريا بالقصر كوفى غير أبى بكر فىكل القرآن وقرأ أبو بكر بالمد والنصب هنا غيرهم بالمد والرفع كالثانية والثالثة ومعناه فى العبرى دائم الذكر والتسبيح كلما دخل عليها زكريا المحراب قيل بنى لها زكريا محرابا فى السمجد أى غرفة تصعد اليها بسلم وقيل المحراب أشرف المجالس ومقدمها كأنها وضعت فى أشرف موضع من بيت المقدس وقيل كانت مساجدهم تسمى المحاريب وكان لا يدخل عليها إلا هو وحده وجد عندها رزقا كان رزقها ينزل عليها من الجنة ولم ترضع ثديا قط فكان يجد عندها فاكهة الشتاء فى الصيف وفاكهة الصيف فى الشتاء قال يا مريم أنى لك هذا من أين لك هذا الرزق الذى لا يشبه أرزاق الدنيا وهو آت فى غير حينه قالت هو من عند الله فلا تستبعد قيل تكلمت وهى صغيرة كما تكلم عيسى وهو فى المهد إن الله يرزق من يشاء من جملة كلام مريم أو من كلام رب العالمين بغير حساب بغير تقدير لكثرته أو تفضلا بغير محاسبة ومجازاة على عمل هنالك فى ذلك المكان حيث هو قاعد عند مريم فى المحراب أو فى ذلك الوقت فقد يستعار هنا وحيث وثم للزمان لما رأى حال مريم فى كرامتها على الله ومنزلتها رغب أن يكون له من إيشاع ولد مثل ولد أمها حنة فى الكرامة على الله و إن كانت عاقرا عجوزا فقد كانت أمها كذلك وقيل لما رأى الفاكهة فى غير وقتها انتبه على جواز ولادة العاقر دعا زكريا ربه قال رب هب لى من لدنك ذرية ولدا والذرية يقع على الواحد والجمع طيبة مباركة والتأنيث للفظ الذرية إنك سميع الدعاء مجيبه فنادته الملائكة قيل ناداه جبريل عليه السلام و إنما قيل الملائكة لأن المعنى أتاه النداء من هذا الجنس كقولهم فلان يركب الخيل فناديه بالياء والامالة حمزة وعلى وهو قائم يصلى فى المحراب وفيه دليل على أن المرادات تطلب بالصلوات وفيها إجابة الدعوات وقضاء الحاجات وقال ابن عطاء ما فتح الله تعالى على عبد حالة سنية إلا باتباع الأوامر وإخلاص الطاعات ولزوم المحاريب إن الله بكسر الألف شامى وحمزة على إضمار القول أو لأن النداء قول الباقون بالفتح أى بأن الله يبشرك يبشرك وما بعده حمزة وعلى من بشره والتخفيف والتشديد لغتان بيحيى هو غير منصرف إن كان عجميا وهو الظاهر فللتعريف والعجمة كموسى وعيسى و إن كان عربيا فللتعريف ووزن الفعل كيعمر مصدقا حال منه بكلمة من الله أى مصدقا بعيسى مؤمنا به فهو أول من آمن به وسمى عيسى كلمة


الصفحة التالية
Icon