آل عمران ٣٩ - ٤٣
الله لأن تكونه بكن بلا أب أو مصدقا بكلمة من الله مؤمنا بكتاب منه وسيدا هو الذى يسود قومه أى يفوقهم فى الشرف وكان يحيى فائقا على قومه لانه لم يركب شيئة قط وبالها من سيادة وقال الجنيد هو الذى جاد بالكونين عوضا عن المكون وحصورا هو الذى لا يقرب النساء مع القدرة حصرا لنفسه أى منعا لها من الشهوات ونبيا من الصالحين ناشئا من الصالحين لأنه كان من أصلاب الأنبياء أو كائنا من جملة الصالحين قال رب أنى يكون لى غلام استبعاد من حيث العادة واستعظام للقدرة لا تشكك وقد بلغنى الكبر كقولهم أدركته السن العالية أى أثر فى الكبر وأضعفنى وكان له تسعة وتسعون سنة ولامرأته ثمان وتسعون وامرأتى عاقر لم تلد قال كذلك الله يفعل ما يشاء من الأفعال العجيبة قال رب اجعل لى مدنى و أبو عمرو آية علامة أعرف بها الحبل لألتقى النعمة بالشكر إذا جاءت قال آيتك ألا تكلم الناس أى لا تقدر على تكليم الناس ثلاثة أيام إلا رمزا إلا إشارة بيد أو رأس أو عين أو حاجب وأصله التحرك يقال ارتمز إذا تحرك واستثنى الرمز وهو ليس من جنس الكلام لأنه لما أدى مؤدى الكلام وفهم منه ما يفهم منه سمى كلاما أو هو استثناء منقطع و إنما خص تكليم الناس ليعلم أنه يحبس لسانه عن القدرة على تكليمهم خاصة مع إبقاء قدرته على التكلم بذكر الله ولذا قال واذكر ربك كثيرا وسبح بالعشى والأبكار أى فى أيام عجزك عن تكليم الناس وهى من الايات الباهرة والأدلة الظاهرة و إنما حبس لسانه عن كلام الناس ليخلص المدة لذكر الله لا يشغل لسانه بغيره كأنه لما طلب الآية من أجل الشكر قيل له آيتك أن تحبس لسانك إلا عن الشكر وأحسن الجواب ما كان منتزعا من السؤال والعشى من حين الزوال إلى الغروب والابكار من طلوع الفجر إلى وقت الضحى وإذا عطف على إذ قالت امرأة عمران أو التقدير واذكر إذ قالت الملائكة يا مريم روى أنهم كلموها شفاها إن الله اصطفاك اولا حين تقبلك من أمك ورباك واختصك بالكرامة السنية وطهرك مما يستقذر من الأفعال واصطفاك آخرا على نساء العالمين بأن وهب لك عيسى من غير أب ولم يكن ذلك لأحد من النساء يا مريم اقنتى لربك أديمى الطاعة أو أطيلى قيام الصلاة واسجدى وقيل أمرت بالصلاة بذكر القنوت والسجود لكونهما من هيئات