آل عمران ٤٣ - ٤٧
الصلاة ثم قيل لها واركعى مع الراكعين أى ولتكن صلاتك مع المصلين أى فى الجماعة أو وانظمى نفسك فى جملة المصلين وكونى فى عدادهم ولا تكونى فى عداد غيرهم ذلك إشارة الى ما سبق من قصة حنة وزكريا ويحيى ومريم من أنباء الغيب نوحيه إليك يعنى أن ذلك من الغيوب التى لم تعرفها إلا بالوحى وما كنت لديهم إذ يلقون أقلامهم أزلامهم وهى قداحهم التى طرحوها فى النهر مقترعين أو هى الأقلام التى كانوا يكتبون التوراة بها اختاروها للقرعة تبركا بها أيهم يكفل مريم متعلق بمحذوف دل عليه يلقون كأنه قيل يلقونها ينظرون أيهم يكفل مريم أو ليعلموا أو يقولون وما كنت لديهم إذ يختصمون فى شأنها تنافسا فى التكفل بها إذ قالت الملائكة أى اذكر يا مريم إن الله يبشرك بكلمة أى بعيسى منه فى موضع جر صفة لكلمة اسمه مبتدأ وذكر ضمير الكلمة لأن المسمى بها مذكر المسيح خبره والجملة في موضع جر صفة لكلمة والمسيح لقب من الألقاب المشرفة كالصديق والفاروق وأصله مشيحا بالعبرانية ومعناه المبارك كقوله وجعلنى مباركا أينما كنت وقيل سمى مسيحا لأنه كان لا يمسح ذا عاهة إلا برأ أو لأنه كان يمسح الأرض بالسياحة لا يستوطن مكانا عيسى بدل من المسيح ابن مريم خبر مبتدأ محذوف أى هو ابن مريم ولا يجوز أن يكون صفة لعيسى لأنه اسمه عيسى فحسب وليس اسمه عيسى بن مريم و إنما قال ابن مريم اعلاما لها أنه يولد من غير أب فلا ينسب إلا إلى أمه وجيها ذا جاه وقدر فى الدنيا بالنبوة والطاعة والآخرة بعلوا الدرجة والشفاعة ومن المقربين يرفعه إلى السماء وقوله وجيها حال من كلمة لكونها موصوفة وكذا ومن المقربين أى وثابتا من المقربين وكذا ويكلم الناس أى ومكلما الناس فى المهد حال من الضمير فى يكلم أى ثابتا فى المهد وهو ما يمهد للصبى من مضجعة سمى بالمصدر و كهلا عطف عليه أى ويكلم الناس طفلا وكهلا أى يكلم الناس فى هاتين الحالتين كلام الأنبياء من غير تفاوت بين حال الطفولة وحال الكهولة التى يستحكم فيها العقل ويستنبأ فيها الأنبياء ومن الصالحين حال أيضا والتقدير يبشرك به موصوفا بهذه الصفات قالت ربى أنى يكون لى ولد ولم يمسسنى بشر قال كذلك الله يخلق ما يشاء