آل عمران ٥١ - ٥٥
مستقيم يؤدى صاحبه إلى النعيم المقيم فلما أحس عيسى منهم الكفر علم ن اليهود كفرا علما لا شبهة فيه كعلم ما يدرك بالحواس قال من أنصارى مدنى هو جمع ناصر كأصحاب أو جمع نصير كأشراف إلى الله بتعلق بمحذوف حال من الياء أو من أنصارى ذاهبا إلى الله ملتجأ إليه قال الحواريون حوارى الرجل صفوته وخاصته نحن أنصار الله اعوان دينه آمنا بالله واشهد يا عيسى بأنا مسلمون إنما طلبوا شهادته بإسلامهم تأكيدا لإيمانهم لأن الرسل يشهدون يوم القيامة لقومهم وعليهم وفيه دليل على أن الإيمان والاسلام واحد ربنا آمنا بما انزلت واتبعنا الرسول أى رسولك عيسى فاكتبنا مع الشاهدين مع الانبياء الذين يشهدون لأممهم أو مع الذين يشهدون لك بالوحدانية أو مع امة محمد عليه السلام لأنهم شهداء على الناس ومكروا أى كفار بنى إسرائيل الذين أحس عيسى منهم الكفر حين أرادوا قتله وصلبه ومكر الله أى جازاهم على مكرهم بأن رفع عيسى إلى السماء و ألقى شبهه على من أراد اغتياله حتى قتل ولا يجوز إضافة المكر إلى الله تعالى إلا على معنى الجزاء لأنه مذموم عند الخلق وعلى هذا الخداع والاستهزاء كذا فى شرح التأويلات والله خير الماكرين أقوى المجازين وأقدرهم على العقاب من حيث لا يشعر المعاقب إذ قال الله ظرف لمكر الله ياعيسى إنى متوفيك أى مستوفى أجلك ومعناه إنى عاصمك من أن يقتلك الكفار ومميتك حتف أمنفك لا قتلا بأيديهم ورافعك إلى إلى سمائى ومقر ملائكتى ومطهرك من الذين كفروا من سوء جوارهم وخبث صحبتهم وقيل متوفيك قابضك من الأرض من توفيت مالى على فلان إذا استوفيته أو مميتك فى وقتك بعد النزول من السماء ورافعك الآن إذ الواو لا توجب الترتيب قال النيى عليه السلام ينزل عيسى خليفة على امتى يدق الصليب ويقتل الخنازير ويلبث أربعين سنة ويتزوج ويولد له ثم يتوفى وكيف تهلك امة انا فى أولها وعيسى فى آخرها والمهدى من أهل بيتى فى وسطها أو متوفى نفسك بالنوم ورافعك و أنت نائم حتى لا يلحقك خوف وتستيقظ و أنت فى السماء آمن مقرب وجاعل الذين اتبعوك أى المسلمين لأنهم متبعوه فى أصل الإسلام و إن اختلفت الشرائع دون الذين كذبوه وكذبوا عليه من اليهود والنصارى فوق الذين كفروا بك إلى يوم القيامة يعلمونهم بالحجة وفى أكثر الأحوال بها وبالسيف ثم إلى مرجعكم فى الآخرة فأحكم بينكم فيما كنتم فيه تختلفون فأما