آل عمران ٦٤ - ٦٩
الله قال أليس كانوا يحلون لكم ويحرمون فتأخذون بقولهم قال نعم قال هو ذاك فإن تولوا عن التوحيد فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون أى لزمتكم الحجة فوجب عليكم أن تعترفوا وتسلموا بأنا مسلمون دونكم كما يقول الغالب للمغلوب فى جدال أو صراع اعتراف بأنى انا الغالب وسلم إلى الغلبة يا أهل الكتاب لم تحاجون فى إبراهيم وما انزلت التوراة والإنجيل إلا من بعده زعم كل فريق من اليهود والنصارى أن إبراهيم كان منهم وجادلوا رسول الله صلى الله عليه و سلم والمؤمنين فيه فقيل لهم إن اليهودية إنما حدثت بعد نزول التوراة والنصرانية بعد نزول الإنجيل وبين ابراهيم وموسى ألف سنة وبينه وبين عيسى ألفان فكيف يكون إبراهيم على دين لم يحدث إلا بعد عهده بأزمنة متطاولة أفلا تعقلون حتى لا تجادلوا مثل هذا الجدال المحال ها انتم هؤلاء هاللتنبيه وأنتم مبتدأوهؤلاء خبره حاججتم جملة مستأنفة مبينة للجملة الاولى يعنى أنتم هؤلاء الأشخاص الحمقى وبيان حماقتكم وقلة عقولكم انكم جادلتم فيما لكم به علم مما نطق به التوراة والإنجيل فلم تحاجون فيما ليس لكم به علم ولا ذكر له فى كتابيكم من دين إبراهيم وقيل هؤلاء بمعنى الذين وحاججتم صلته ها أنتم بالمد وغير الهمز حيث كان مدنى و أبو عمرو والله يعلم علم ما تحاججتم فيه وأنتم لا تعلمون وأنتم جاهلون به ثم أعلمهم بأنه برئ من دينهم فقال ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا ولكن كان حنيفا مسلما وما كان من المشركين كأنه أراد بالمشركين اليهود والنصارى لا شراكهم به عزيرا والمسيح أو ما كان من المشركين كما لم يكن منهم إن اولى الناس بإبراهيم إن اخصهم به واقربهم منه من الولى والمراد محمد عليه السلام والذين آمنوا من أمته والله ولى المؤمنين ناصرهم ودت طائفة من أهل الكتاب لو يضلونكم هم اليهود دعوا حذيفة وعمارا ومعاذا إلى اليهودية وما يضلون إلا انفسهم وما يعود وبال الاضلال إلا عليهم لأن العذاب يضاعف لهم بضلالهم وإضلالهم