آل عمران ٧٣ - ٧٦
قراءة ابن كثير آن بالمد والاستفهام يعنى ألأن يؤتى أحد مثل ما أوتيتم من الكتاب تحسدونهم وقوله أو يحاجوكم على هذا معناه دبرتم ما دبرتم لأن يؤتى أحد مثل ما أوتيتم أو لما يتصل به عند كفركم به من محاجتهم لكم عند ربكم والله واسع أى واسع الرحمة عليم بالمصلحة يختص برحمته بالنبوة أو بالإسلام من يشاء الله ذو الفضل العظيم ومن أهل الكتاب من أن تأمنه بقنطار يؤده إليك هو عبد الله بن سلام استودعه رجل من قريش ألفا ومائتى أوقيه ذهبا فأداه إليه ومنهم من إن تأمنه بدينار لا يؤده إليك هو فنحاص بن عازوراء استودعه رجل من قريش دينار فجحده وخانه وقيل المأمونون على الكثير النصارى لغلبة الأمانة عليهم والخائنون فى القليل اليهود لغلبة الخيانة عليهم الا ما دمت عليه قائما إلا مدة دوامك عليه يا صاحب الحق قائما على رأسه ملازما له يؤده ولا يؤده بكسر الهاء مشبعة مكى وشامى ونافع وعلى وحفص واختلس أبو عمرو فى رواية غيرهم بسكون الهاء ذلك اشارة إلى ترك الأداء الذى دل عليه لا يؤده بأنهم قالوا ليس علينا فى الأميين سبيل أى تركهم أداء الحقوق بسبب قولهم ليس علينا فى الأميين سبيل أى لا يتطرق علينا إثم وذم فى شأن الأميين يعنون الذين ليسوا من أهل الكتاب وما فعلنا بهم من حبس أموالهم والإضرار بهم لأنهم ليسوا على ديننا وكانوا يستحلون ظلم من خالفهم وكانوا يقولون لم يجعل لهم فى كتابنا حرمة وقيل بايع اليهود رجالا من قريش فلما أسلموا تقاضوهم فقالوا ليس لكم علينا حق حيث تركتم دينكم وادعوا أنهم وجدوا ذلك فى كتابهم ويقولون على الله الكذب بادعائهم أن ذلك فى كتابهم وهم يعلمون أنهم كاذبون بلى إثبات لما نفوه من السبيل عليهم فى الأميين أى بلى عليهم سبيل فيهم وقوله من أوفى بعهده واتقى جملة مستأنفة مقررة للجملة التى سدت بلى مسدها والضمير فى بعهده يرجع إلى الله تعالى أى كل من أوفى بعهد الله واتقاه فإن الله يحب المتقين أى يحبهم فوضع الظاهر موضع الضمير وعموم المتقين قام مقام الضمير الراجع من الجزاء إلى من ويدخل فى ذلك الإيمان وغيره من الصالحات وما وجب اتقاؤه من الكفر وأعمال السوء قيل نزلت فى عبد الله بن سلام ونحوه من مسلمى أهل الكتاب ويجوز أن يرجع الضمير إلى من أوفى أى كل من أوفى بما عاهد الله عليه واتقى الله في ترك


الصفحة التالية
Icon