آل عمران ٧٩ - ٨١
الربانى العالم العامل بما كنتم تعلمون الكتاب كوفى وشامى أى غيركم غيرهم بالتخفيف وبما كنتم تدرسون أى تقرءون والمعى بسبب كونكم عالمين وبسبب كونكم دارسين للعلم كانت الربانية التى هى قوة التمسك بطاعة الله مسببة عن العلم والدارسة وكفى به دليلا على خيبة سعى من جهد نفسه وكد روحه فى جمع العلم ثم لم يجعله ذريعة إلى العمل فكان كمن عرس من شجرة حسناء تؤنقه بمظهرها ولا تنفق بثمرها وقيل معنى تدرسون تدرسونه على الناس كقوله لتقرأه على الناس فيكون معناه معنى تدرسون من التدريس كقراءة ابن جبير ولا يأمركم بالنصب عطفا على ثم يقول ووجهه أن تجعل لا مزيدة لتأكيد معنى النفى في قوله ما كان لبشر والمعنى ما كان لبشر أن يستنبئه الله وينصبه للدعاء إلى اختصاص الله بالعبادة وترك الأنداد ثم يأمر الناس بأن يكونوا عبادا له ويأمركم أن تتخذوا الملائكة والنبيين أربابا كما تقول ما كان لزيد أن أكرمه ثم يهيننى ولا يستخف بى وبالرفع حجازى و أبو عمروا وعلى على ابتداء الكلام والهمزة فى أيأمركم بالكفر للانكار والضمير فى لا يأمركم وأيأمركم للبشر أو لله وقوله بعد إذ أنتم مسلمون يدل على أن المخاطبين كانوا مسلمين وهم الذين استأذنوه أن يسجدوا له و إذ أخذ الله ميثاق النبيين هو على ظاهره من أخد الميثاق على النبيين بذلك أو المراد ميثاق أولاد النبيين وهم بنو إسرائيل على حذف المضاف واللام فى لما آتيتكم من كتاب وحكمة لام التوطئة لأن أخذ الميثاق فى معنى الاستحلاف وفى لتؤمنن لام جواب القسم وما يجوز أن تكون متضمنة لمعنى الشرط ولتؤمنن ساد مسد جواب القسم والشرط جميعا و أن تكون موصولة بمعنى الذى آتيتكموه لتؤمنن به ثم جاءكم معطوف على الصلة والعائد منه إلى ما محذوف والتقدير ثم جاءكم به رسول مصدق لما معكم لكتاب الذى معكم لتؤمنن به بالرسول ولتنصرنه أى الرسول وهو محمد صلى الله عليه و سلم لما آتيتكم حمزة وما بمعنى الذى أو مصدرية أى لأجل إيتائى إياكم بعض الكتاب والحكمة ثم لمجئ رسول مصدق لما معكم واللام للتعليل أى أخذ الله ميثاقهم لتؤمنن بالرسول ولتنصرنه لأجل أنى آتيتكم الحكمة و أن الرسول الذى آمركم بالإيمان به ونصرته موافق لكم غير مخالف آتيناكم مدنى قال أى الله أأقررتم وأخذتم على ذلكم إصرى أى قبلتم عهدى وسمى إصرا لأنه مما يؤصر أى يشد ويعقد


الصفحة التالية
Icon