آل عمران ٨١ - ٨٤
قالوا اقررنا قال فاشهدوا فليشهد بعضكم على بعض بالاقرار وانا معكم من الشاهدين وأنا معكم على ذلك من إقراركم وتشاهدكم من الشاهدين وهذا توكيد عليهم وتحذير من الرجوع إذا علموا بشهادة الله وشهادة بعضهم على بعض وقيل قال الله للملائكة اشهدوا فن تولى بعد ذلك الميثاق والتوكيد ونقض العهد بعد قبوله وأعرض عن الإيمان بالنبى الجائى فأولئك هم الفاسقون المتمردون من الكفار أفغير دين الله يبغون دخلت همزة الانكار على الفاء العاطفة جملة على جملة والمعنى فأولئك هم الفاسقون فغير دين الله يبغون ثم توسطت الهمزة بينهما ويجوز أن يعطف على محذوف تقديره أيتولون فغير دين الله يبغون وقدم المفعول وهو غير دين الله على فعله لأنه أهم من حيث أن الانكار الذى هو معنى الهمزة متوجه إلى المعبود بالباطل وله أسلم من فى السموات الملائكة والأرض الإنس والجن طوعا بالنظر فى الأدلة والإنصاف من نفسه وكرها بالسيف أو بمعاينة العذاب كنتق الجبل على بنى اسرئيل وإدراك الغرق فرعون والاشفاء على الموت فلما رأوابأسنا قالوا آمنا بالله وحده وانتصب طوعا وكرها على الحال أى طائعين ومكرهين و إليه ترجعون فيجازيكم على الأعمال يبغون ويرجعون بالياء فيهما حفص وبالتاء فى الثاني وفتح الجيم أبو عمرو لأن الباغين هم المتولون والراجعون جميع الناس وبالتاء فيهما وفتح الجيم غيرهما قل آمنا بالله وما أنزل علينا أمر رسول الله صلى الله عليه و سلم بأن يخبر عن نفسه وعمن معه بالإيمان فلذا وحد الضمير فى قل وجمع فى آمنا أو أمر بان يتكلم عن نفسه كما يتكلم الملوك إجلالا من الله لقدر نبيه وعدى أنزل هنا بحرف الاستعلاء وفى البقرة بحرف الانتهاء لوجود المعنييم إذ الوحى ينزل من فوق وينتهى إلى الرسول فجاء تارة بأحد المعنيين وأخرى بالآخر وقال صاحب اللباب والخطاب فى البقرة للأمة لقوله قولوا فلم يصح إلا إلى لأن الكتب منتهية إلى الأنبياء و إلى أمتهم جميعا وهنا قال قل وهو خطاب للنبى عليه السلام دون أمته فكان اللائق به على لأن الكتب منزلة عليه لاشركة للأمة فيه وفيه نظر لقوله تعالى آمنوا بالذى أنزل على الذين آمنوا وما أنزل على إبراهيم وإسماعيل وإسحق ويعقوب والأسباط أولاد يعقوب وكان فيهم أنبياء وما اوتى موسى وعيسى والنبيون كرر فى البقرة وما أوتى ولم يكرر هنا لتقدم ذكر الإيتاء حيث قال لما آتيتكم من ربهم من عند ربهم لا نفرق بين أحد منهم فى الإيمان كما


الصفحة التالية
Icon