آل عمران ٩٨ - ١٠١
و إن لم يقل عنه وما فيه من الدلالة على الاستغناء عنه ببرهان لأنه إذا استغنى عن العالمين تناوله الاستغناء لا محالة و لأنه يدل على الاستغناء الكامل فكان أدل على عظيم السخط الذى وقع عبارة عنه قل يا أهل الكتاب لم تكفرون بآيات الله والله شهيد على ما تعملون الواو للحال والمعنى لم تكفرون بآيات الله الدلالة على صدق محمد عليه السلام والحال أن الله شهيد على اعمالكم فيجازيكم عليها قل يا أهل الكتاب لم تصدون الصد المنع عن سبيل الله من آمن عن دين حق علم أنه سبيل الله التى أمر بسلوكها وهو الاسلام وكانوا يمنعون من أراد الدخول فيه بجهدهم ومحل تبغونها تطلبون لها نصب على الحال عوجا اعوجاجا وميلا عن القصد والاستقامة بتغيركم صفة رسول الله صلى الله عليه و سلم عن وجهها ونحو ذلك وأنتم شهداء أنها سبيل الله التى لا يصد عنها إلا ضال مضل وما الله بغافل عما تعملون من الصد عن سبيله وهو وعيد شديد ثم نهى المؤمنين عن اتباع هؤلاء الصادين عن سبيله بقوله يا أيها الذين آمنوا إن تطيعوا فريقا من الذين أوتوا الكتاب يردوكم بعد إيمانكم كافرين قيل مر شاس بن قيس اليهودى على نفر من الأنصار من الأوس والخزرج فى مجلس لهم يتحدثون فغاظه تحدثهم وتألفهم فأمر شابا من اليهود أن يذكرهم يوم بعاث لعلهم يغضبون وكان يوما اقتتلت فيه الأوس والخزرج وكان الظفر فيه للأوس ففعل فتنازع القوم عند ذلك وقالوا السلاح السلاح فبلغ النبى عليه السلام فخرج اليهم فيمن معه من المهاجرين والأنصار فقال اتدعون الجاهلية و انا بين أظهركم بعد إذ أكرمكم الله بالإسلام وألف بينكم فعرف القوم أنها نزعة من الشيطان فألقوا السلاح وعانق بعضهم بعضا باكين فنزلت الآية وكيف تكفرون معنى الاستفهام فيه الإنكار والتعجب أى من أين يتطرق إليكم الكفر وأنتم تتلى عليكم آيات الله والحال أن آيات الله وهى القرآن المعجز تتلى عليكم على لسان الرسول غضة طرية وفيكم رسوله وبين أظهركم رسول الله عليه السلام ينبهكم ويعظكم ويزيح عنكم شبهكم ومن يعتصم بالله ومن يتمسك بدينه أو بكتابه أو هو حث لهم على الالتجاء إليه فى دفع شرور الكفار ومكايدهم فقد هدى إلى صراط مستقيم أرشد إلى الدين الحق أو ومن يجعل ربه ملجأ ومفزعا