آل عمران ١٠٤ - ١٠٩
عليه خاص ومن للتبعيض لأن الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر من فروض الكفاية و لأنه لا يصلح له إلا من علم بالمعروف والمنكر وعلم كيف يرتب الأمر فى إقامته فانه يبدأ بالسهل فان لم ينفع ترقى إلى الصعب قال الله تعالى فأصلحوا بينهما ثم قال فقاتلوا أو للتبيين أى وكونوا امة تأمرون كقوله تعالى كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وأولئك هم المفلحون أى هم الأخصاء بالفلاح الكامل قال عليه السلام من أمر بالمعروف ونهى عن المنكر فهو خليفة الله فى أرضه وخليفة رسوله وخليفة كتابه وعن على رضى الله عنه أفضل الجهاد الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر ولا تكونوا كالذين تفرقوا بالعداوة واختلفوا في الديانة وهم اليهود والنصارى فانهم اختلفوا وكفر بعضهم بعضا من بعد ما جاءهم البينات الموجبة للاتفاق على كلمة واحدة وهى كلمة الحق وأولئك لهم عذاب عظيم ونصب يوم تبيض وجوه أى وجوه المؤمنين بالظرف وهو لهم أو بعظيم أو باذكروا وتسود وجوه أى وجوه الكافرين والبياض من النور والسواد من الظلمة فأما الذين اسودت وجوههم فيقال لهم أكفرتم فحذف الفاء والقول جميعا للعلم به والهمزة للتوبيخ والتعجيب من حالهم بعد إيمانكم يوم الميثاق فيكون المراد به جميع الكفار وهو قول ابى وهو الظاهر أو هم المرتدون أو المنافقون أى أكفرتم باطنا بعد إيمانكم ظاهرا أو أهل الكتاب وكفرهم بعد الإيمان تكذيبهم برسول الله صلى الله عليه و سلم بعد اعترافهم به قبل مجيئه فذوقوا العذاب بما كنتم تكرفون وأما الذين ابيضت وجوههم ففى رحمة الله ففى نعمته وهى الثواب المخلد ثم استأنف فقال هم فيها خالدون لا يظعنون عنها ولا يموتون تلك آيات الله الواردة فى الوعد والوعيد وغير ذلك نتلوها عليك ملتبسة بالحق والعدل من جزاء المحسن والمسء وما الله يريد ظلما للعالمين أى لا يشاء أن يظلم هو عباده فيأخذ أحدا بغير جرم أو يزيد فى عقاب مجرم أو ينقص من ثواب محسن ولله ما فى السموات وما فى الأرض و إلى الله ترجع الأمور فيجازى المحسن بإحسانه والمسئ بإساءته ترجع شامى وحمزة وعلى كان عبارة عن وجود الشئ فى زمان ماض على سبيل الإبهام ولا دليل فيه على عدم سابق ولا على إنقطاع