آل عمران ١١٠ - ١١٢
طارئ ومنه قوله كنتم خير أمة كأنه قيل وجدتم خير أمة أو كنتم فى علم الله أو فى اللوح خير امة أو كنتم فى الأمم قبلكم مذكورين بأنكم خير أمة موصوفين به أخرجت أظهرت للناس اللام يتعلق بأخرجت تأمرون كلام مستأنف بين به كونهم خير أمة كما تقول زيد كريم يطعم الناس ويكسوهم بينت بالاطعام والالباس وجه الكرم فيه بالمعروف بالإيمان وطاعة الرسول وتنهون عن المنكر عن الكفر وكل محظور وتؤمنون بالله وتدومون على الإيمان به أو لأن الواو لا تقتضى الترتيب ولو آمن أهل الكتاب بمحمد عليه السلام لكان خيرا لهم لكان الإيمان خيرا لهم مما هم فيه لأنهم إنما آثروا دينهم عن دين الإسلام حبا للرياسة واستتباع العوام ولو آمنوا لكان خيرا لهم من الرياسة والأتباع وحظوظ الدنيا مع الفوز بما وعدوا على الإيمان به من إيتاء الأجر مرتين منهم المؤمنون تعبد الله بن سلام وأصحابه وأكثرهم الفاسقون المتمردون في الكفر لن يضروكم إلا أذى إلا ضررا مقتصرا على أذى بقول من طعن فى الدين أو تهديد أو نحو ذلك و إن يقاتلوكم يولوكم الأدبار منهزمين ولا يضروكم يقتل أو أسر ثم لا ينصرون ثم لا يكن لهم نصر من أحد ولا يمنعون منكم وفيه تثبيت لمن أسلم منهم لأنهم كانوا يؤذونهم بتوبيخهم وتهديدهم وهو ابتداء اخبار معطوف على جملة الشرط والجزاء وليس بمعطوف على يولوكم إذ لو كان معطوفا عليه لقيل ثم لا ينصروا و إنما استؤنف ليؤذن أن الله لا ينصرهم قاتلوا أو لم يقاتلوا وتقدير الكلام أخبركم أنهم أن يقاتلوكم ينهزموا ثم أخبركم أنهم لا ينصرون وثم للتراخى فى المرتبة لأن الاخبار بتسليط الخذلان عليهم أعظم من الاخبار بتوليتهم الأدبار ضربت ألزمت عليهم الذلة أى على اليهود أينما ثقفوا وجدوا إلا بحبل من الله فى محل النصب على الحال والباء متعلق بمحذوف تقديره إلا معتصمين أو متمسكين بحبل من الله وحبل من الناس والحبل العهد والذمة والمعنى ضربت عليهم الذلة فى كل حال إلا فى حال اعتصامهم بحبل الله وحبل الناس يعنى ذمة الله وذمة المسلمين أى لا عز لهم قط الاهذه الواحدة وهى التجاؤهم إلى الذمة لما قبلوه من الجزية وباؤ بغضب من الله استوجبوه وضربت عليهم المسكنة الفقر عقوبة لهم على قولهم إن الله فقير ونحن أغنياء أو خوف الفقر مع قيام اليسار ذلك بأنهم كانوا


الصفحة التالية
Icon