آل عمران ١١٢ - ١١٦
إلى يكفرون بآيات الله ويقتلون الأنبياء بغير حق ذلك اشارة إلى ما ذكر من ضرب الذلة والمسكنة والبوء بغضب الله أى ذلك كائن بسبب كفرهم بآيات الله وقتلهم الأنبياء بغير حق ثم قال ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون أى ذلك الكفر وذلك القتل كائن بسبب عصيانهم لله واعتدائهم لحدوده ليسوا سواء ليس أهل الكتاب مستوين من أهل الكتاب كلام مستأنف لبيان قوله ليسوا سواء كما وقع قوله تأمرون بالمعروف بيانا لقوله كنتم خير امة امة قائمة جماعة مستقيمة عادلة من قولك أقمت العود فقام أى استقام وهم الذين أسلموا منهم يتلون آيات الله القرآن آناء الليل ساعاته واحدها إنى كمعنى أو إنو كقنو أو إنى كنحى وهم يسجدون يصلون قيل يريد صلاة العشاء لأن أهل الكتاب لا يصلونها وقيل عبر عن تهجدهم بتلاوة القرآن فى ساعات الليل مع السجود يؤمنون بالله واليوم الآخر ويأمرون بالمعروف بالايمان وسائر أبواب البر وينهون عن المنكر عن الكفر ومنهيات الشرع ويسارعون فى الخيرات يبادرون اليها خشية الفوت وقوله يتلون ويؤمنون فى محل الرفع صفتان لأمة أى أمة قائمة تالون مؤمنون ووصفهم بخصائص ما كانت فى اليهود من تلاوة آيات الله بالليل ساجدين ومن الإيمان بالله لأن ايمانهم به كلا ايمان لا شراكهم به عزيرا وكفرهم ببعض الكتب والرسل ومن الإيمان باليوم الآخر لأنهم يصفونه بخلاف صفته ومن الامر بالمعروف والنهى عن المنكر لأنهم كانوا مداهنين ومن المسارعة في الخيرات لأنهم كانوا متباطئين عنها غير راغبين فيها والمسارعة فى الخير فرط الرغبة فيه لأن من رغب فى الأمر سارع بالقيام به وأولئك الموصفون بما وصفوا به من الصالحين من المسلمين أو من جملة الصالحين الذين صلحت أحوالهم عند الله ورضيهم وما يفعلوا من خير فلن يكفروه بالياء فيهما كوفى غير أبى بكر و أبو عمرو مخير غيرهم بالتاء وعدى يكفروه إلى مفعولين وان كان شكر وكفر لا يتعديان إلا إلى واحد تقول شكر النعمة وكفرها لتضمنه معنى الحرمان كأنه قيل فلن تحرموه أى فلن تحرموا جزاءه والله عليم بالمتقين بشارة للمتقين بجزيل الثواب إن الذين كفروا لن تغنى


الصفحة التالية
Icon