آل عمران ١١٦ - ١١٩
عنهم أموالهم ولا اولادهم من الله شيئا أى من عذاب الله وأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون مثل ما ينفقون فى هذه الحيوة الدنيا فى المفاخر والمكارم وكسب الثناء وحسن الذكر بين الناس أو ما يتقربون به إلى الله مع كفرهم كمثل ربح كمثل مهلك ربح وهو الحرث أو مثل اهلاك ما ينفقون كمثل اهلاك ريح فيها صر برد شديد عن ابن عباس رضى الله عنهما وهو مبتدأ وخبر فى موضع جر صفة لربح مثل أصابت حرث قوم ظلموا أنفسهم بالكفر فأهلكته عقوبة على كفرهم وما ظلمهم الله باهلاك حرثهم ولكن أنفسهم يظلمون بارتكاب ما استحقوا به العقوبة أو يكون الضمير للمنفقين أى وما ظلمهم الله بأن لم يقبل نفقاتهم ولكنهم ظلموا أنفسهم حيث لم يأتوا بها لاثقة للقبول ونزل نهيا للمؤمنين عن مصافاة المنافقين يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا بطانة بطانة الرجل ووليجته خصيصته وصفيه شبه ببطانة الثوب كما يقال فلان شعارى وفى الحديث الأنصار شعار والناس دثار من دونكم من دون أبناء جنسكم وهم المسلمون وهو صفة لبطانة أى بطانة كائنة من دونكم مجاوزة لكم لا يألونكم خبالا فى موضع النصب صفة لبطانة يعنى لا يقصرون فى فساد دينكم يقال ألا فى الأمر يألو إذا قصر فيه والخبال الفساد وانتصب خبالا على التمييز أو على حذف فى أى فى خبالكم ودوا ما عنتم أى عنتكم فما مصدرية والعنت شدة الضرر والمشقة أى تمنوا أن يضروكم فى دينكم ودنياكم أشد الضرر وأبلغه وهو مستأنف على وجه التعليل للنهى عن اتخاذهم بطانة كقوله قد بدت البغضاء من أفواههم لأنهم لا يتمالكون مع ضبطهم انفسهم أن ينفلت من ألسنتهم ما يعلم به بعضهم للمسلمين وما تخفى صدورهم من البغض لكم أكبر مما بدا قد بينا لكم الآيات الدالة على وجوب الاخلاص فى الدين وموالاة أولياء الله ومعاداة أعدائه أن كنتم تعقلون ما بين لكم هاأنتم أولاء ها للتنبيه وأنتم مبتدأ وأولاء خبره أى أنتم أولاء الخاطئون فى موالاة منافقى أهل الكتاب تحبونهم ولا يحبونكم بيان لخطئهم فى موالاتهم حيث يبذلون محبتهم لأهل البغضاء وأولاء موصول صلتة تحبونهم والواو فى


الصفحة التالية
Icon