آل عمران ١٢٤ - ١٢٧
تقول لهم ذلك يوم أحد ألن يكفيكم أن يمدكم ربكم بثلاثة آلاف من الملائكة منزلين منزلين شامى منزلين أبو حيوة أى للنصرة ومعنى ألن يكفيكم إنكار أن لا يكفيهم الإمداد بثلاثة آلاف من الملائكة وجئ بلن الذى هو لتأكيد النفى للاشعار بأنهم كانوا لقلتهم وضعفهم وكثرة عدوهم وشوكته كالآيسين من النصر بلى إيجاب لما بعد لن أى يكفيكم الامداد بهم فأوجب الكفاية ثم قال إن تصبروا على القتال وتتقوا خلاف الرسول عليه السلام ويأتوكم يعنى المشركين هو من فورهم هذا من فارت القدر إذا غلت فاستعير للسرعة ثم سميت بها الحالة التى لا ريث بها ولا تعريج على شيء ن صاحبها فقيل خرج من فوره كما تقول من ساعته لم يلبث ومنه قول الكرخى الأمر المطلق على الفور لا على التراخي والمعنى أن يأتوكم من ساعتهم هذه يمددكم ربكم بخمسة آلاف من الملائكة فى حال إتيانهم لا يتأخر نزولهم عن إتيانهم يعنى أن الله تعالى يعجل نصرتكم وييسر فتحكم إن صبرتم واتقيتم مسومين بكسر الواو مكى وأبو عمرو وعاصم وسهل أى معلمين أنفسهم أو خيلهم بعلامة يعرف بها فى الحرب والسومة العلامة عن الضحاك معلمين بالصوف الابيض فى تواصى الدواب وأذنابها غيرهم بفتح الواو أى معلمين قال الكلبى معلمين بعمائم صفر مرخاة على أكتافهم وكانت عمامه الزبير يوم بدر صفراء فنزلت الملائكة كذلك قال قتادة نزلت ألفا فصاروا ثلاثة آلاف ثم خمسة آلاف وما جعله الله الضمير يرجع إلى الامداد الذي دل عليه أن يمدكم إلا بشرى لكم أي وما جعل الله إمدادكم بالملائكة إلا بشارة لكم بأنكم تنصرون ولتطمئن قلوبكم به كما كانت السكينة لبنى إسرائيل بشارة بالنصر وطمأنينة لقلوبهم وما النصر إلا من عند الله لا من عند المقاتلة ولا من عند الملائكة ولكن ذلك مما يقوى به الله رجاء النصرة والطمع فى الرحمة العزيز الذى لا يغالب فى أحكامه الحكيم الذى يعطى النصر لأوليائه ويبتليهم بجهاد أعدائه واللام فى ليقطع طرفا من الذين كفروا ليهلك طائفة منهم بالقتل والأسر وهو ما كان يوم بدر من قتل سبعين وأسر سبعين من رؤساء قريش متعلقة بقوله ولقد نصركم الله أو بقوله وما النصر إلا من عند الله أو يمددكم ربكم أو يكبتهم أو يخزيهم ويغيظهم بالهزيمة وحقيقة الكبت شدة وهن تقع فى القلب فيصرع فى الوجه


الصفحة التالية
Icon