آل عمران ١٦٥ - ١٦٨
موضع رفع صفة لمصيبة قلتم انى هذا من أين هذا قل هو من عند أنفسكم لا ختياركم الخروج من المدينة أو لترككم المركز لما نصب بقلتم وأصابتكم فى محل الجربإضافة لما إليه وتقديره أفلتم حين أصابتكم وأنى هذا نصب لأنه مقول والهمزة للتقرير والتقريع وعطفت الواو هذه الجملة على ما مضى من قصة أحد من قوله ولقد صدقكم الله وعده أو على محذوف كأنه قيل أفعلتم كذا وقلتم حينئذ كذا إن الله على كل شيء قدير يقدر على النصر وعلى منعه وما أصابكم ما بمعنى الذى وهو مبتدأ يوم التقى الجمعان جمعكم وجمع المشركين بأحد والخبر فبإذن الله فكائن بإذن الله أى بعلمه وقضائه وليعلم المؤمنين وليعلم الذين نافقوا وهو كائن ليتميز المؤمنون والمنافقون وليظهر إيمان هولاء ونفاق هؤلاء وقيل لهم للمنافقين وهو كلام مبتدأ تعالوا قاتلوا فى سبيل الله أى جاهدوا للآخرة كما تقاتل المؤمنون أو ادفعوا أى قاتلوا دفعا عن أنفسكم وأهليكم وأموالكم إن لم تقاتلوا للآخرة وقيل أو ادفعوا العدو بتكثيركم سواد المجاهدين إن لم تقاتلوا لأن كثرة السواد مما تروع العدو قالوا لو نعلم قتالا لاتبعناكم أى لو نعلم ما يصح أن يسمى قتالا تبعناكم يعنون أن ما انتم فيه لخطأ رأيكم ليس بشئ ولا يقال لمثله قتال إنما هو إلقاء النفس فى التهلكة هم للكفر يومئذ أقرب منهم للايمان يعنى أنهم كانوا يتظاهرون بالإيمان قبل ذلك وما ظهرت منهم أمارة تؤذن بكفرهم فلما انخذلوا عن عسكر المؤمنين وقالوا ما قالوا تباعدوا بذلك عن الإيمان المظنون بهم واقتربوا من الكفر وهم لاهل الكفر أقرب نصرة منهم لأهل الإيمان لأن تقليلهم سواد المؤمنين بالانخذال تقوية المشركين يقولون بأفواههم ما ليس فى قلوبهم أى يظهرون خلاف ما يضمرون من الإيمان وغيره والتقييد بالأفواه للتأكيد ونفى المجاز والله اعلم بما يكتمون من النفاق الذين قالوا أى ابن أبى وأصحابه وهو فى موضع رفع على هم الذين قالوا أو على الإبدال من واو يكتمون أو نصب باضمارأعنى أو على البدل من الذين نافقوا أو جر على البدل من الضمير فى أفواهم أو قلوبهم لإخوانهم لأجل إخوانهم من جنس المنافقين المقتلوين يوم أحد وقعدوا أى قالوا وقد قعدوا عن القتال لو أطاعونا ما قتلوا لو أطاعنا إخواننا


الصفحة التالية
Icon