النساء ١٩ - ٢١
بأتين بفاحشة هى النشوز وإيداء الزوج واهله بالبذاء أى إلا أن يكون سوء العشرة من جهتهن فقد عذرتم فى طلب الخلع وعن الحسن الفاحشة الزنا فإن فعلت حل لزوجها أن يسألها الخلع مبينة وبفتح الياء مكى و أبوبكر والاستثناء من أعم عام الظرف أو المفعول له كأنه قيل و لا تعضلوهن فى جميع الأوقات إلا وقت أن يأتين بفاحشة أو ولا تعضلوهن لعلة من العلل إلا لأن يأتين بفاحشة وكانوا يسيئون معاشرة النساء فقيل لهم وعاشروهن بالمعروف وهو النصفة فى المبيت والنفقة والاجمال فى القول فإن كرهتموهن لقبحهن أو سوء خلقهن فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه فى ذلك الشئ أو فى الكره خيرا كثيرا ثوبا جزيلا أو ولدا صالحا والمعنى فإن كرهتموهن فلا تفارقوهن لكراهة الانفس وحدها فربما كرهت النفس ما هو أصلح فى الدين وأدلى إلى الخير واحبت ما هو بضد ذلك ولكن للنظر فى أسباب الصلاح و إنما صح قوله فعسى أن تكرهوا جزاء للشرط لأن المعنى فإن كرهتموهن فاصبروا عليهن مع الكراهة فلعل لكم فيما تكرهونه خيرا كثيرا ليس فيما تحبونه وكان الرجل إذا رأى امرأة فأعجبته بهت التى تحته ورماها بفاحشة حتى يلجئها إلى الافتداء منه بما أعطاها فقيل و إن أردتم استبدال زوج مكان زوج أى تطليق امرأة وتزوج أخرى وأتيتم إحداهن وأعطيتم إحدى الزوجات فالمراد بالزوج الجمع لأن الخطاب لحماعة الرجال فنطارا مالا عظيما كما مر فى آل عمران وقال عمر رضى الله عنه على المنبر لا تغالوا بصدقات النساء فقالت امرأة أنتبع قولك أم قول الله وآتيتم إحداهن قنطار فقال عمر كل أحد اعلم من عمر تزوجوا على ماشئتم فلا تأخذوا منه من القنطار شيئا تأخذونه بهتانا و إثما مبينا أى بينا والبهتان أن تستقبل الرجل بأمر قبيح تقذفه به وهو برئ منه لأنه يبهت عند ذلك أى يتحير وانتصب بهتانا على الحال أى باهتين وآثمين ثم أنكر أخذ المهر بعد الافضاء فقال وكيف تأخذونه وقد أفضى بعضكم إلى بعض أى خلا بلا حائل ومنه الفضاء والآية حجة لنا فى الخلوة الصحيحة أنها تؤكد المهر حيث أنكر الأخذ وعلل بذلك وأخذن منكم ميثاقا غليظا عهدا وثيقا وهو قول الله تعالى فامساك بمعروف أو تسريح بإحسان والله تعالى أخذ هذا الميثاق على عباده لأجلهن فهو كأخذهن أو قول النبى عليه السلام استوصوا بالنساء خيرا فانهم عوان فى أيديكم أخذتموهن بأمانة الله واستحللتم فروجهن بكلمة الله ولما نزل لا يحل لكم أن ترثوا