النساء ٤٧ - ٥٠
بالطمس القلب والتغيير كما طمس أموال القبط فقلبها حجارة وبالوجوه رءوسهم ووجهاؤهم أى من قبل أن تغير أحوال وجهائهم فنسلبهم إقبالهم ووجاهتهم ونكسوهم صفارهم وإدبارهم أو نلعنهم كما لعنا أصحاب السبت أى تخزيهم بالمسخ كما مسخنا أصحاب السبت والضمير يرجع إلى الوجوه إن أريد الوجهاء أو إلى الذين اوتوا الكتاب على طريقة الالتفات والوعيد كان معلقا بألا يؤمن كلهم وقد آمن بعضهم فإن ابن سلام قد سمع الآية قافلا من الشام فأتى النبى صلى الله عليه و سلم مسلما قبل أن يأتى أهله وقال ما كنت أرى أن أصل إلى أهلى قبل أن يطمس الله وجهى أو أن الله تعالى أوعدهم بأحد الأمرين بطمس الوجوه أو بلعنهم فان كان الطمس تبدل أحوال رؤسائهم فقد كان أحد الأمرين و إن كان غيره فقد حصل اللعن فانهم ملعونون بكل لسان وقيل هو منتظر فى اليهود وكان أمر الله أى المأمور به وهو العذاب الذى أوعدوا به مفعولا كائنا لا محالة فلا بد أن يقع أحد الأمرين إن لم يؤمنوا إن الله لا يغفر أن يشرك به إن مات عليه ويغفر ما دون ذلك أى ما دون الشرك و إن كان كبيرة مع عدم التوبة والحاصل أن الشرك مغفور عنه بالتوبة و إن وعد غفران ما دونه لمن لم يتب أى لا يغفر لمن يشرك وهو مشرك ويغفر لمن يذنب وهو مذنب قال النبى عليه السلام من لقى الله تعالى لا يشرك به شيئا دخل الجنة ولم تضره خطيئته وتقييده بقوله لمن يشاء لا يخرجه عن عمومه كقوله الله لطيف بعباده يرزق من يشاء قال على رضى الله عنه ما فى القرآن آية أحب إلى من هذه الآية وحمل المعتزلة على التائب باطل لأن الكفر مغفور عنه بالتوبة لقوله تعالى قل للذين كفروا إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف فما دونه أولى أن يغفر بالتوبة و الآية سيقت لبيان التفرقة بينهما وذا فيما ذكرنا ومن يشرك بالله فقد افترى إثما عظيما كذب كذبا عظيما استحق به عذابا أليما ونزل فيمن زكى نفسه من اليهود والنصارى حيث قالوا نحن أبناء الله وأحباؤه وقالوا لن يدخل الجنة إلا ن كان هودا أو نصارى ألم تر إلى الذين يزكون أنفسهم ويدخل فيها كل من زكى نفسه ووصفها بزكاء العمل وزيادة الطاعة والتقوى بل الله يزكىمن يشاء إعلام بأن تزكية الله هى التى يعتدبها لا تزكية غيره لأنه هو العالم بمن هو أهل للتزكية ونحوه فلا تزكوا انفسكم هو أعلم بمن اتقى ولا يظلمون أى الذين يزكون أنفسهم يعاقبون على تزكية أنفسهم حق جزائهم أو من يشاء يثابون على زكائهم ولا ينقص من ثوابهم فتيلا قدر فتيل وهو ما يحدث بفتل الأصابع من الوسخ انظر