النساء ٥٠ - ٥٥
كيف يفترون على الله الكذب فى زعمهم أنهم عند الله أزكياء وكفى به بزعمهم هذا إثما مبينا من بين سائر آثامهم ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يعنى اليهود يؤمنون بالجبت أى الأصنام وكل ما عبدوه من دون الله والطاغوت الشيطان ويقولون للذين كفروا هؤلاء أهدى من الذين آمنوا سبيلا وذلك أن حيى بن أخطب وكعب بن الأشرف اليهوديين خرجا إلى مكة مع جماعة من اليهود يحالفون قريشا على محاربة رسول الله صلى الله عليه و سلم فقالوا أنتم أهل الكتاب وأنتم إلى محمد أقرب منا وهو أقرب منكم إلينا فلا نأمن مكركم فاسحدوا لآلهتنا حتى نطمئن إليكم ففعلوا فهذا إيمانهم بالجبت والطاغوت لأنهم سجدوا للأصنام وأطاعوا ابليس عليه اللعنة فيما فعلوا فقال أبو سفيان أنحن أهدى سبيلا أم محمد فقال كعب أنتم اهدى سبيلا أولئك الذين لعنهم الله وأبعدهم من رحمته ومن يلعن الله فلن تجد له نصيرا يعتد بنصره ثم وصف اليهود بالبخل والحسد وهما من شر الخصال يمنعون مالهم ويتمنون ما لغيرهم فقال أم لهم نصيب من الملك فأم منقطعة ومعنى الهمزة الإنكار أن يكون لهم نصيب من الملك فإذا لا يؤتون الناس نقيرا أى لو كان لهم نصيب من الملك أى ملك أهل الدنيا أو ملك الله فإذا لا يؤتون أحدا مقدار نقير لفرط بخلهم والقير النقرة فى ظهر النواة وهو مثل في القلة كالفتيل أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله بل أيحسدون رسول الله صلى الله عليه و سلم والمؤمنين على إنكار الحسد واستقباحه وكانوا يحسدونهم على ما آتاهم الله من النصرة والغلبة وإزدياد العز والتقدم كل يوم فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب أى التوراة والحكمة الموعظ والفقه وآتيناهم ملكا عظيما يعنى ملك يوسف وداود وسليمان عليهم السلام وهنا إلزام لهم بما عرفوه من إيتاء الله الكتاب والحكمة آل إبراهيم الذين هم أسلاف محمد عليه السلام و أنه ليس ببدع أن يؤتيه الله مثل ما أوتى أسلافه فمنهم من آمن به فمن اليهود من آمن بما ذكر من حديث آل ابراهيم ومنهم من صد عنه و انكره مع علمه بصحته أو من اليهود من آمن برسول الله صلى الله عليه و سلم


الصفحة التالية
Icon