النساء ٧٦ - ٧٨
سبيل الشيطان فلاولى لهم إلا الشيطان بقوله الذين آمنوا يقاتلون فى سبيل الله والذين كفروا يقاتلون فى سبيل الطاغوت أى الشيطان فقاتلوا أولياء السيطان أى الكفار إن كيد الشيطان أى وساوسه وقيل الكيد السعى فى فساد الحال على جهة الاحتيال كان ضعيفا لأنه غرور لا يؤول إلى محصول أو كيده فى مقابلة نصر الله ضعيف كان المسلمون مكفوفين عن القتال مع الكفار ما داموا بمكة وكانوا يتمنون أن يؤذن لهم فيه فنزل ألم تر إلى الذين قيل لهم كفوا أيديكم أى عن القتال وأقيموا الصلوة وآتوا الزكوة فلما كتب عليهم القتال أى فرض بالمدينة إذا فريق منهم يحشون الناس كخشية الله يخافون أن يقاتلهم الكفار كما يخافون أن ينزل الله عليهم بأسه لا شكا فى الدين ولا رغبة عنه ولكن نفورا عن الاخطار بالأرواح وخوفا من الموت قال الشيخ أبو منصور رحمه الله هذه خشية طبع لا أن ذلك منهم كراهة لحكم الله وأمره اعتقادا فالمرء مجبول على كراهة ما فيه خوف هلاكه غالبا وخشية الله من إضافة المصدر إلى المفعول ومحله النصب على الحال من الضمير فى يخشون أى يشخون الناس مثل خشية الله أى مشيهين لأهل خشية الله أو أشد خشية هو معطوف على الحال أى أو أشد خشية من أهل خشية الله و أو للتخيير أى إن قلت خشيتهم الناس كخشية الله فانت مصيب وان قلت أنها أشد فأنت مصيب لأنه حصل لهم مثلها وزيادة وقالوا ربنا لم كتبت علينا القتال لو لا أخرتنا إلى أجل قريب هلا امهلتنا إلى الموت فنموت على الفرش وهو سؤال على وجه الحكمة فى فرض القتال عليهم لا اعتراض لحكمه بدليل أنهم لم يوبخوا على هذا السؤال بل أجيبوا بقوله قل متاع الدنيا قليل والآخرة خير لمن اتقى متاع الدنيا قليل زائل ومتاع الآخرة كثير دائم و الكثير إذا كان على شرف الزوال فهو قليل فكيف القليل الزائل ولا تظلمون فتيلا ولا تنقصون أدنى شيء من أجوركم على مشاق القتل فلا ترغبوا عنه وبالياء مكى وحمزة وعلى ثم أخبر أن الحذر لا ينجى من القدر بقوله أينما تكونوا يدرككم الموت ما زائدة لتوكيد معنى الشرط فى أين ولو كنتم فى بروج حصون