النساء ٧٨ - ٨١
أو قصور مشيدة مرفعة و إن تصبهم حسنة نعمة من خصب ورخاء يقولوا هذه من عند الله نسبوها إلى الله و إن تصبهم سيئة بلية من قحط وشدة يقولوا هذه من عندك أضافوها اليك وقالوا هذه من عندك وما كانت الابشؤمك وذلك أن المنافقين واليهود كانوا إذا أصابهم خير حمدوا الله تعالى و إذا أصابهم مكروه نسبوه إلى محمد صلى الله عليه و سلم فكذبهم الله تعالى بقوله قل كل من عند الله والمضاف إليه محذوف أى كل ذلك فهو يبسط الأرزاق ويقبضها فما لهؤلاء القوم لا يكادون يفقهون يفهمون حديثا فيعلمون أن الله هو الباسط القابض وكل ذلك صادر عن حكمة ثم قال ما أصابك يا إنسان خطابا عاما وقال الزجاج المخاطب به النبى عليه السلام والمراد غيره من حسنة من نعمة وإحسان فمن الله تفضلا منه وامتنانا وما أصابك من سيئة من بلية ومصيبة فمن نفسك فمن عندك أى فيما كسبت يداك وماأصابكم من مصيبة فيما كسبت أيديكم وأرسلناك للناس رسولا لا مقدرا حتى نسبوا اليك الشدة أو أرسلناك للناس رسولا فاليك تبليغ الرسالة وليس اليك الحسنة والسيئة وكفى بالله شهيدا بأنك رسوله وقيل هذا متصل بالاول أى لا يكادون يفقهون حديثا يقولون ما أصابك وحمل المعتزلة الحسنة والسيئة فى الآية الثانية على الطاعة والمعصية تعسف بين وقد نادى عليه ما أصابك إذ يقال فى الأفعال ما أصبت ولأنهم لا يقولون الحسنات من الله خلقا وإيجاد فأنى يكون لهم حجة فى ذلك وشهيدا تمييز من يطع الرسول فقد اطاع الله لأنه لا يأمر ولا ينهى إلا بما أمر الله به ونهى عنه فكانت طاعته فى أوامره ونواهيه طاعة لله ومن تولى عن الطاعة فأعرض عنه فما أرسلناك عليهم حفيظا تحفظ عليهم أعمالهم وتحاسبهم عليها وتعاقبهم ويقولون ويقول المنافقون إذا أمرتهم بشئ طاعة خبر مبتدأ لمحذوف أى أمرنا وشأننا طاعة فأذا برزوا خرجوا من عندك بيت طائفة منهم زور وسوى فهو من البيتوتة لأنه قضاء الأمر وتدبيره بالليل أو من أبيات الشعر لأن الشاعر يديرها ويسويها وبالادغام حمزة و أبو عمرو غير الذى تقول خلاف ما قلت وما أمرت به أو خلاف ما قالت وما ضمنت من الطاعة لأنهم أبطنوا الرد لا القبول والعصيان لا الطاعة