النساء ٨١ - ٨٣
و إنما ينافقون بما يقولون ويظهرون والله يكتب ما يبيتون يثبته فى صحائف أعمالهم ويجازيهم عليه فأعرض عنهم ولا تحدث نفسك بالأنتقام منهم وتوكل على الله فى شأنهم فإن الله يكفيك مضرتهم وينتقم لك منهم إذا قوى أمر الإسلام وكفى بالله وكيلا كافيا لمن توكل عليه أفلا يتدبرون القرآن أفلا يتأملون معانيه ومبانيه والتدبر التأمل والنظر فى أدبار الأمور وما يؤل إليه فى عاقبته ثم استعمل فى كل تأمل والتفكر تصرف القلب بالنظر فى الدلائل وهذا يرد قول من زعم من الروافض أن القرآن لا يفهم معناه إلا بتفسير الرسول صلى الله عليه و سلم والامام المعصوم ويدل على صحة القياس وعلى بطلان التقليد ولو كان من عند غير الله كما زعم الكفار لوجدوا فيه اختلافا كثيرا أى تناقضا من حيث التوحيد والتشريك والتحليل والتحريم أو تفاوتا من حيث البلاغة فكان بعضه بالغا حد الاعجاز وبعضه قاصرا عنه يمكن معارضته أو من حيث المعانى فكان بعضه إخبارا بغيب قد وافق المخبر عنه وبعضه إخبار مخالفا للمخبر عنه وبعضه دالا على معنى صحيح عند علماء المعانى وبعضه دالا على معنى فاسد غير ملتئم وأما تعلق الملحدة بآيات يدعون فيها اختلافا كثيرا من نحو قوله فإذا هى ثعبان مبين كانها جان فوربك لنسألنهم أجمعين فيؤمئذ لا يسأل عن ذنبه إنس ولا جان فقد تفضى عنها أهل الحق وستجدها مشروحة فى كتابنا هذا فى مظانها إن شاء الله تعالى و إذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف هم ناس من ضعفة المسلمين الذين لم يكن فيهم خبرة بالأحوال أو المنافقون كانوا إذا بلغهم خبر من سرايا رسول الله صلى الله عليه و سلم من أمن وسلامة أو خوف وخلل أذاعوا به أفشوه وكانت إذاعتهم مفسدة يقال أذاع السر وأذاع به والضمير يعود إلى الأمر أو إلى الأمن أو الخوف لأن أو تقتضى أحدهما ولو ردوه أى ذلك الخبر إلى الرسول أى رسول الله صلى الله عليه و سلم و إلى أولى الأمر منهم يعنى كبراء الصحابة البصراء بالأنور أو الذين كانوا يؤمرون منهم لعلمه لعلم تدبير ما أخبروا به الذين يستنبطونه منهم يستخرجون تدبيره بفطنهم وتجاربهم ومعرفتهم بأمور الحرب ومكايدها وقيل كانوا يقفون من رسول الله صلى الله عليه و سلم وأولى الأمر على أمن ووثوق بالظهور على بعض الأعداء أو على خوف واستشعار فيذيعونه فينشر فيبلغ الأعداء فتعود اذاعتهم مفسدة ولو ردوه إلى الرسول و إلى أولى الأمر وفوضوه اليهم وكانوا كأن لم يسمعوا لعلم الذين يستنبطون تدبيره كيف يدبرونه وما يأتون ويذرون فيه والنبط الماء الذى


الصفحة التالية
Icon