النساء ٨٣ - ٨٦
يخرج من البئر أول ما تجفر واستنباطه استخراجه فاستعير لما يستخرجه الرجل بفضل ذهنه من المعانى والتدابير فيما يعضل ولولا فضل الله عليكم بارسال الرسول ورحمته بانزال الكتاب لاتبعتم الشيطان لبقيتم على الكفر إلا قليلا لم يتبعوه ولكن آمنوا بالعقل كزيد ابن عمرو بن نفيل وقس بن ساعدة وغيرهما لما ذكر فى الآى قبلها تثبطهم عن القتال وإظهارهم الطاعة واضمارهم خلافها قال فقاتل فى سبيل الله إن أفردوك وتركوك وحدك لا تكلف إلا نفسك غير نفسك وحدها أن تقدمها إلى الجهاد فإن الله تعالى ناصرك لا الجنود وقيل دعا الناس فى بدر الصغرى إلى الخروج وكان أبو سفيان واعد رسول الله صلى الله عليه و سلم اللقاء فيها فكره بعض الناس أن يخرجوا فنزلت فخرج وما معه إلا سبعون ولو لم يتبعه أحد لخرج وحده وحرض المؤمنين وما عليك فى شأنهم إلا التحريض على القتال فحسب لا التعنيف بهم عسى الله أن يكف بأس الذين كفروا أى بطشهم وشدتهم وهم قريش وقد كف بأسهم بالرعب فلم يخرجوا وعسى كلمة مطمعة غير أن إطماع الكريم أعود من انجاز اللئيم والله أشد بأسا من قريس وأشد تنكيلا تعذيبا وهو تمييز كبأسا من يشفع شفاعة حسنة هى الشفاعة فى دفع شر أو جلب نفع مع جوازها شرعا يكن له نصيب منها من ثواب الشفاعة ومن يشفع شفاعة سيئة هى خلاف الشفاعة الحسنة قال ابن عباس رضى الله عنهما مالها مفسر غيرى معناه ن أمر بالتوحيد وقاتل أهل الكفر وضده السيئة وقال الحسن هو المشى بالصلح وضده النميمة يكن له كفل منها نصيب وكان الله على كل شيء مقيتا مقتدرا من أقات على الشئ اقتدر عليه أو حفيظا من القوت لأنه يمسك النفس ويحفظها و إذا حييتم أى سلم عليكم فإن التحية فى ديننا بالسلام فى الدارين فسلموا على أنفسكم تحية من عند الله تحيتهم يوم يلقونه سلام وكانت العرب تقول عند اللقاء حياك الله أى أطال الله حياتك فابدل ذلك بعد الإسلام بالسلام بتحية هى تفعلة من حيا يحيى تحية فحيوا بأحسن منها أى قولوا وعليكم السلام ورحمة الله إذا قال السلام عليكم وزيدوا وبركاته إذا قال ورحمة الله ويقال لكل شيء منتهى ومنتهى السلام وبركاته أوردوها أى أجيبوها بمثلها ورد السلام جوابه بمثله لأن المجيب يرد قول المسلم وفيه حذف مضاف أى ردوا مثلها