النساء ٨٦ - ٨٩
والتسليم سنة والرد فريضة والاحسن فضل وما من رجل يمر على قوم مسلمين فيسلم عليهم ولا يردون عليه إلا نزع عنهم روح القدس وردت عليه الملائكة ولا يرد السلام فى الخطبة وقراءة القرآن جهرا ورواية الحديث وعند مذاكرة العلم والأذان والإقامة وعند أبى يوسف رحمه الله لا يسلم على لاعب الشطرنج والنرد والمغنى والقاعد لحاجته ومطير الحمام والعارى من غير عذر فى حمام أو غيره ويسلم الرجل اذا دخل على امرأته والماشى على القاعد والراكب على الماشى وراكب القرس على راكب الحمار والصغير على الكبير والاقل على الأكثر و إذا التقيا ابتدرا وقيل بأحسن منها لأهل الملة أو ردوها لأهل الذمة وعن النبى صلى الله عليه و سلم إذا سلم أهل الكتاب فقولوا وعليكم أى وعليكم ما قلتم لأنهم كانوا يقولون السام عليكم وقوله عليه السلام لا غرار فى تسليم أى لا يقال عليك بل عليكم لأن كاتبيه معه إن الله كان على كل شيء حسيبا أى يحاسبكم على كل شيء من التحية وغيرها الله مبتدأ لا إله إلا هو خبره او اعتراض والخبر ليجمعكم ومعناه الله والله ليجمعكم إلى يوم القيامة أى ليحشرنكم إليه والقيامة القيام كالطلابة والطلاب وهى قيامهم من القبور أو قيامهم للحساب يوم يقوم الناس لرب العالمين لا ريب فيه هو حال من يوم القيامة والهاء يعود إلى اليوم أو صفة لمصدر محذوفة أى جمعا لا ريب فيه والهاء يعود إلى الجمع ومن أصدق من الله حديثا تمييز وهو استفهام بمعنى النفى أى لا أحد أصدق منه فى اخباره ووعده ووعيده لاستحالة الكذب عليه لقبحه لكونه إخبارا عن الشئ بخلاف ما هو عليه فمالكم مبتدأ وخبر فى المنافقين فئتين أى مالكم اختلفتم فى شأن قوم قدنا فقوا نفاقا ظاهرا و تفرقتم فيهم فرقتين القول بكفرهم و ذلك أن قوما من المنافقين استأذنوا رسول الله صلى الله عليه و سلم فى الخروج إلى البدو معتلين باجتواء المدينة فلما خرجوا لم يزالوا راحلين مرحلة مرحلة حتى لحقوا بالمشركين فاختلف المسلمون فيهم فقال بعضهم هم كفار وقال بعضهم هم مسلمون وفئتين حال كقولك مالك قائما قال سيبويه إذا قلت مالك قائما فمعناه لم قمت ونصبه على تأويل أى شيء يستقر لك فى هذه الحال والله أركسهم ردهم إلى حكم الكفار بما كسبوا من ارتدادهم ولحوقهم بالمشركين فردوهم أيضا ولا تختلفوا فى كفرهم أتريدون أن تهدوا أن تجعلوا من جملة المهتدين من أضل الله من جعله الله ضالا أو اتريدون أن تسموهم مهتدين وقد أظهر الله ضلالهم فيكون تعييرا لمن سماهم مهتدين و الآية تدل على مذهبنا فى إثبات الكسب للعبد والخلق للرب جلت قدرته ومن يضلل الله فلن تجد له سبيلا طريقا إلى الهداية ودوا لو تكفرون كما كفروا


الصفحة التالية
Icon