النساء ٩٢ - ٩٤
المقتول من قوم بينكم بين المسلمين وبينهم ميثاق عهد فدية مسلمة إلى أهله وتحرير رقبة مؤمنة أى و إن كان المقتول ذميا فحكمه حكم المسلم وفيه دليل على أن دية الذمى كدية المسلم وهو قولنا فمن لم يجد رقبة أى لم يملكها ولا ما يتوصل به اليها فصيام شهرين فعليه صيام شهرين متتابعين توبة من الله قبولا من الله ورحمة منه من تاب الله عليه إذا قبل توبته يعنى شرع ذلك توبة منه أو فليتب توبة فهى نصب على المصدر وكان الله عليما بما أم حكيما فيما قدر ومن يقتل مؤمنا متعمدا حال من ضمير القاتل أى قاصدا قتله لإيمانه وهو كفر أو قتله مستحلا لقتله وهو كفر أيضا فجزاؤه جهنم خالدا فيها أى إن جازاه قال عليه السلام هى جزاؤه إن جازاه والخلود قد يراد به طول المقام وقول المعتزلة بالخروج من الإيمان يخالف قوله تعالى يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم القصاص فى القتلى وغضب الله عليه ولعنه أى انتقم منه وطرده من رحمته وأعدله عذابا عظيما لارتكابه امرا عظيما وخطبا جسما فى الحديث لزوال الدنيا اهون على الله من قتل المرىء مسلم يا أيها الذين آمنوا إذا ضربتم فى سبيل الله سرتم فى طريق الغزو فتبينوا فتثبتوا حمزة وعلى وهما من التفعل بمعنى الاستفعال أى اطلبوا بيان الأمر وثباته ولا تتهوكوا فيه ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام السلم مدنى وشامى وحمزة وهما الاستسلام وقيل الإسلام وقيل التسليم الذى هو تحية أهل الإسلام لست مؤمنا فى موضع النصب بالقول وروى أن مرداس بن نهيك أسلم ولم يسلم من قومه غيره فغزتهم سرية لرسول الله صلى الله عليه و سلم فهربوا وبقى مرداس لثقتة بإسلامه فلما رأى الخيل ألجأ غنمه إلى منعرج من الجبل وصعد فلما تلاحقوا وكبروا كبر ونزل وقال لا إله إلا الله محمد رسول الله السلام عليكم فقتله أسامة بن زيد واستاق غنمه فأخبروا رسول الله صلى الله عليه و سلم فوجد وجدا شديدا و قتل قتلتموه إرادة ما معه ثم قرأ الآية على أسامة تبتغون عرض الحيوة الدنيا تطلبون الغنيمة التي هى حطام سريع النفاذ فهو الذى يدعوكم إلى ترك التثبت وقلة البحث عن حال من تقتلونه والعرض المال سمى به لسرعة فنائه وتبتغون حال من ضمير الفاعل فى تقولوا فعند الله مغانم كثيرة يغنمكموها تغنيكم عن قتل رجل يظهر الإسلام ويتعوذ به من التعرض له لتأخذوا ماله كذلك كنتم من قبل أو ما دخلتم