النساء ٩٧ - ١٠٠
ماضيا لقراءة من قرأ توفتهم ومضارعا بمعنى نتوفاهم وحذفت الثانية لا جتماع التاءين والتوفى قبض الروح والملائكة ملك الموت وأعوانه ظالمى أنفسهم حال من ضمير المفعول فى توفاهم أى فى حال ظلمهم أنفسهم بالكفر وترك الهجرة قالوا أى الملائكة للمتوفين فيم كنتم أى فى أى شيء كنتم فى امر دينكم ومعناه التوبيخ بأنهم لم يكونوا فى شيء من الدين قالوا كنا مستضعفين عاجزين عن الهجرة فى الأرض ارض مكة فأخرجونا كارهين قالوا أى الملائكة موبخين لهم ألم تكن أرض الله واسعة فنها جروا فيها أرادوا أنكم كنتم قادرين على الخروج من مكة إلى بعض البلاد التى لا تمنعون فيها من إظهار دينكم ومن الهجرة إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم ونصب فنها جروا على جواب الاستفهام فأولئك مأواهم جهنم وساءت مصيرا خبران فأولئك ودخول الفاء لما فى الذين من الإبهام المشابه بالشرط أو قالوا فيم كنتم والعائد محذوف أى قالوا لهم و الآية تدل على أن من لم يتمكن من إقامة دينه فى بلد كما يجب وعلم أنه يتمكن من إقامته فى غيره حقت عليه المهاجرة وفى الحديث من فر بدينه من ارض إلى ارض و إن كان شبرا من الأرض استوجبت له الجنة وكان رفيق أبيه إبراهيم ونبيه محمد صلى الله عليه و سلم إلا المستضعفين من الرجال والنساء والولدان استثنى من أهل الوعيد المستضعفين الذين لا يستطيعون حيلة فى الخروج منها لفقرهم وعجزهم ولا يهتدون سبيلا ولا معرفة لهم بالمسالك ولا يستطيعون صفة للمستضعفين أو للرجال والنسا والولدان و إنما جاز ذلك والجمل نكرات لأن الموصوف و إن كان فيه حرف التعريف فليس بشئ بعينه كقوله ولقد أمر على اللئيم يسبنى فأولئك عسى الله أن يعفوا عنهم وعسى و إن كان للاطماع فهو من الله واجب لأن الكريم إذا أطمع أنجز وكان الله عفوا غفورا لعباده قبل أن يخلقهم ومن يهاجر فى سبيل الله يجد فى الأرض مراغما مهاجرا وطريقا براغم بسلوكه قومه أى يفارقهم على رغم أنوفهم والرغم الذل والهوان وأصله لصوق الأنف بالرغام وهو التراب يقال راغمت الرجل إذا فارقته وهو يكره مفارقتك لمذلة تلحقه بذلك كثيرا وسعة فى الرزق أو فى إظهار الدين أو فى الصدر لتبدل الخوف بالأمن


الصفحة التالية
Icon