النساء ١٠٣ - ١٠٧
الصلوة فأتموها بطائفة واحدة أو إذا أقمتم فأتموا ولا تقصروا أو إذا اطمأننتم بالصحة فأتموا القيام والركوع والسجود إن الصلوة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا مكتوبا محدودا بأوقات معلومة ولا تهنوا ولا تضعفوا ولا تتوانوا فى ابتغاء القوم فى طلب الكفار بالقتال والتعرض به لهم ثم ألزمهم الحجة بقوله إن تكونوا تألمون فانهم يألمون كما تألمون وترجون من الله ما لا يرجون أى ليس ما يجدون من الألم بالجرح ولقتل مختصا بكم بل هو مشترك بينكم وبينهم يصيبهم كما يصيبكم ثم أنهم يصبرون عليه فما لكم لا تصبرون مثل صبرهم مع انكم أجدر منهم بالصبر لأنكم ترجون من الله مالا يرجون من إظهار دينكم على سائر الأديان ومن الثواب العظيم فى الآخرة وكان الله عليما بما يجد المؤمنون من الألم حكيما فى تدبير أمورهم روى أن طعمه بن أبيرق أحد بنى ظفر سرق درعا من جار له اسمه قتادة بن النعمان فى جراب دقيق فجعل الدقيق ينتثر من خرق فيه وخبأها عند زيد بن السمين رجل من اليهود فالتمست الدرع عند طعمة فلم توجد وحلف ما أخذها وما له بها علم فتركوه واتبعوا أثر الدقيق حتى انتهى إلى منزل اليهودى فأخذوها فقال دفعها إلى طعمة وشهد له ناس من اليهود فقالت بنو ظفر انطلقوا بنا إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فسألوه أن يجادل عن صاحبهم وقالوا أن لم تفعل هلك صاحبنا وافتضح وبرئ اليهودى فهم رسول الله صلى الله عليه و سلم أن يفعل فنزل إنا أنزلنا اليك الكتاب بالحق أى محقا لتحكم بين الناس بما أراك الله ما عرفك وأوحى به إليك وقال الشيخ أبو منصور رحمه الله بما ألهمك بالنظر فى أصوله المنزلة وفيه دلالة جواز الاجتهاد فى حقه ولا تكن للخائنين لأجل الخائنين خصيما مخاصما أى ولا تخاصم اليهود لأجل بنى ظفر واستغفر الله مما هممت به إن الله كان غفورا رحيما ولا تجادل عن الذين يختانون أنفسهم يخونونها بالمعصية جعلت معصية العصاة خيانة منهم لأنفسهم لأن الضرر راجع اليهم والمراد به طعمة ومن عاونه من قومة وهم يعلمون أنه سارق أو ذكر بلفظ الجمع لتناول طعمة وكل من خان خيانته إن الله لا يحب من كان خوانا


الصفحة التالية
Icon