النساء ١٠٧ - ١١٢
أثيما و إنما قيل بلفظ المبالغة لأنه تعالى عالم من طعمه أنه مفرط فى الخيانة وركوب المآثم وروى أن طعمة هرب إلى مكة وارتد ونقب حائطا بمكة ليسرف أهله فسقط الحائط عليه فقتله وقيل إذا عثرت من رجل على سيئة فاعلم أن لها أخوات وعن عمر رضى الله عنه أنه أمر بقطع يد سارق فجاءت أمه تبكى وتقول هذه أول سرقة سرقها فاعف عنه فقال كذبت إن الله لا يؤاخذ عبده فى أول مرة يستخفون يستترون من الناس حياء منهم وخوفا من ضررهم ولا يستخفون من الله ولا يستحيون منه وهو معهم وهو عالم بهم مطلع عليهم لا يخفى عليه خاف من سرهم وكفى بهذه الآية ناعية على الناس ما هم فيه من قلة الحياء والخشية من ربهم مع علمهم أنهم فى حضرته لا سترة ولا غيبة إذ يبيتون يدبرون وأصله أن يكون ليلا مالايرضى من القول وهو تدبير طعمة أن يرمى بالدرع فى دار زيد ليسرق دونه ويحلف أنه لم يسرقها وهو دليل على أن الكلام هو المعنى القائم بالنفس حيث سمى التدبير قولا وكان الله بما يعملون محيطا عالما علم إحاطة ها أنتم هؤلاء ها للتنبيه فى أنتم واولاء وهما مبتدأ وخبر جادلتم خاصمتم وهى جملة مبينة لوقوع اولاء خبرا كقولك لبعض الأسخياء أنت حاتم تجود بمالك أو أولاء اسم موصول بمعنى الذين وجادلتم صلته والمعنى هبوا انكم خاصمتم عنهم عن طعمة وقومه فى الحياة الدنيا فمن يجادل الله عنهم يوم القيامة فمن يخاصم عنهم فى الآخرة إذا أخذهم الله بعذابه وقرئ عنه أى عن طعمة أم من يكون عليهم وكيلا حافظا ومحاميا من بأس الله وعذابه ومن يعمل سوءا ذنبا دون الشرك أو يظلم نفسه بالشرك أو سوءا قبيحا يتعدى ضرره إلى الغير كما فعل طعمة بقتادة واليهودى أو يظلم نفسه بما يختص به كالحلف الكاذب ثم يستغفر الله يسأل مغفرته يجد الله غفورا رحيما له وهذا بعث لطعمة على الاستغفار والتوبة ومن يكسب إثما فإنما يكسبه على نفسه لأن وباله عليها وكان الله عليما حكيما فلا يعاقب الذنب غير فاعله ومن يكسب خطيئة صغيرة أو إنما أو كبيرة أو الأول ذنب بينه وبين ربه والثانى ذنب فى مظالم العباد ثم يرم به بريئا كما رمى