النساء ١١٢ - ١١٥
طعمة زيدا فقد احتمل بهتانا كذبا عظيما وإثما مبينا ذنبا ظاهرا وهذا لأنه يكسب الإثم آثم ويرمى البرئ باهت فهو جامع بين الامرين والبهتان كذب ببهت من قيل عليه مالا علم له به ولولا فضل الله عليك ورحتمه أى عصمته ولطفه من الاطلاع على سرهم لهمت طائفة منهم من بنى ظفر أو المراد بالطائفة بنو ظفر والضمير فى منهم يعود إلى الناس أن يضلوك عن القضاء بالحق وتوخى طريق العدل مع علمهم بأن الجانى صاحبهم وما يضلون إلا أنفسهم لأن وباله عليهم وما يضرونك من شيء لأنك إنما عملت بظاهر الحال وما كان يخطر ببالك أن الحقيقة على خلاف ذلك وأنزل الله عليك الكتبا القرآن والحكمة والسنة وعلمك مالم تكن تعلم من امور الدين والشرائع أو من خفيات الأمور وضمائر القلوب وكان فضل الله عليك عظيما فيما علمك وأنعم عليك لا خير فى كثير من نجواهم من تناجى الناس إلا من أمر بصدقه إلا نجوى من أمر وهو مجرور و بدل من كثير أو من نجواهم أو منصوب على الانقطاع بمعنى ولكن من أمر بصدقه خفي نجواه الخير أو معروف أى قرض أو إغاثة ملهوف أو كل جميل أو المراد بالصدقة الزكاة وبالمعروف التطوع أو إصلاح بين الناس أى إصلاح ذات البين ومن يفعل ذلك المذكور ابتغاء مرضات الله طلب رضا الله وخرج عنه من فعل ذلك رياء أو ترؤسا وهو مفعول له والاشكال أنه قال إلا من أمر ثم قال ومن يفعل ذلك والجواب أنه ذكر الامر بالخير ليدل به على فاعله لأنه إذا دخل الآمر به فى زمرة الخيرين كان الفاعل فيهم ادخل ثم قال ومن يفعل ذلك فذكر الفاعل وقرن به الوعد بالأجر العظيم أو المراد ومن يأمر بذلك فعبر عن الأمر بالفعل فسوف نؤتيه أجرا عظيما يؤتيه أبو عمرو وحمزة ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ومن يخالف الرسول من بعد وضوح الدليل وظهور الرشد ويتبع غير سبيل المؤمنين أى السبيل الذى عليه من الدين الحنيفى وهو دليل على أن الإجماع حجة لا تجوز مخالفتها كما لا تجوز مخالفة الكتاب والسنة لأن الله تعالى جمع بين اتباع غير سبيل المؤمينن وبين مشاقة


الصفحة التالية
Icon