النساء ١٢١ - ١٢٥
ولا يجدون عنها محيصا معدلا ومفرا والذين آمنوا وعملوا الصالحات ولم يتبعوا الشيطان فى الأمر بالكفر سندخلهم جنات تجرى من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا وقرأ النخعى سيدخلهم وعد الله حقا مصدران الأول مؤكد لنفسه والثاني مؤكد لغيره ومن أصدق من الله قيلا قولا وهو استفهام بمعنى النفى أى لا أحد أصدق منه وهو تأكيد ثالث وفائدة هذه التوكيدات مقابلة مواعيد الشيطان الكاذبة لقرنائه بوعد الله الصادق لأوليائه ليس بأمانيكم ليس الأمر على شهواتكم وأمانيكم أيها المشركون أن تنفعكم الأصنام ولا أمانى أهل الكتباب ولا على شهوات اليهود والنصارى حيث قالوا أبناء الله وأحباؤه لن تمسنا النار إلا أياما معدودة من يعمل سوءا يجز به أى من المشركين و أهل الكتاب بدليل قوله ولا يجد له من دون الله وليا ولا نصيرا وهذا وعيد للكفار لأنه قال بعده ومن يعمل من الصالحات من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فقوله وهو مؤمن حال ومن الأولى للتبعيض والثاينة لبيان الإبهام فى من يعمل وفيه إشارة إلى أن الأعمال ليست من الإيمان فأولئك يدخلون الجنة يدخلون فكي و أبو عمرو و أبو بكر ولا يظلمون نقيرا قدر النقير وهو النقرة فى ظهر النواة والراجع فى ولا يظلمون لعمال السوء وعمال الصالحات جميعا وجاز أن يكون ذكره عند أحد الفريقين دليلا على ذكره عند الآخر وقوله ومن يعمل سوءا يجز به وقوله ومن يعمل من الصالحات بعد ذكر تمنى أهل الكتاب كقوله بلى من كسب سيئة وأحاطت به خطيئته وقوله والذين آمنوا وعملوا الصالحات عقيب قوله وقالوا لن تمسنا النار إلا أياما معدودة ومن أحسن دينا ممن أسلم وجهه لله أخلص نفسه لله وجعلها سالمة له لا يعرف لها ربا ولا معبودا سواه وهو محسن عامل للحسنات واتبع ملة إبراهيم حنيفا مائلا عن الأديان الباطلة وهو حال من المتبع أو من إبراهيم واتخذ الله إبراهيم خليلا هو الأصل المخال وهو الذى يخالك أى يوافقك فى خلالك أو يداخلك خلال منزلك أو يسد خللك كما يسد خلله فالخلة صفاء مودة توجب الاختصاص بتخلل الأسرار والمحبة أصفى لأنها من حبة


الصفحة التالية
Icon