المائدة ٦
القرآن أى إذا أردت أن تقرأ القرآن فعبر عن ارادة الفعل بالفعل لأن الفعل مسبب عن الإرادة فأقيم المسبب مقام السبب لملابسه بينهما طلبا للايجاز ونحوه كما تدين تدان عبر عن الفعل الابتدائى الذى هو سبب الجزاء بلفظ الجزاء الذى هو مسبب عنه وتقديره و انتم محدثون عن ابن عباس رضى الله عنهما أو من النوم لأنه دليل الحدث وكان رسول الله صلى الله عليه و سلم والصحابة يتوضئون لكل صلاة وقبل كان الوضوء لكل صلاة واجبا أول ما فرض ثم نسخ وأيديكم إلى المرافق إلى تفيد معنى الغاية مطلقا فاما دخولها فى الحكم وخروجها فامر يدور مع الدليل فما فيه دليل على الخروج فنظرة إلى ميسرة لأن الاعسار علة الانظار وبوجود الميسرة تزول العلة ولو دخلت الميسرة فيه لكان منظرا فى الحالتين معسرا وموسرا وكذلك أتموا الصيام إلى الليل لو دخل الليل لوجب الوصال ومما فيه دليل على الدخول قولك حفظت القرآن من اوله إلى آخره لأن الكلام مسوق لحفظ القرآن كله ومنه قوله تعالى من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى لوقوع العلم بأنه عليه السلام لا يسرى به إلى بيت المقدس من غير أن يدخله وقوله إلى المرافق لا دليل فيه على أحد الأمرين فاخذ الجمهور بالاحتياط فحكموا بدخولها فى الغسل وأخذ زفر وداود بالمتيقن فلم يدخلاها وعن النبى صلى الله عليه و سلم أنه كان يدير الماء على مرفقيه وامسحوا برءوسكم المراد الصاق المسح بالرأس وماسح بعثه ومستوعبه بالمسح كلاهما ملصق للمسح برأسه فأخذ مالك بالاحتياط فأوجب الاستيعاب والشافعي باليقين فأوجب أقل ما يقع عليه اسم المسح وأخذنا ببيان النبى عليه السلام وهو ما روى أنه مسح على ناصيته وقدرت الناصية بربع الرأس وأرجلكم إلى الكعبين بالنصب شامى ونافع وعلى وحفص والمعنى فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق وأرجلكم إلى الكعبين وامسحوا برؤسكم على التقديم والتأخير غيرهم بالجر بالعطف على الرؤس لأن الأرجل من بين الأعضاء الثلاثة المغسولة تغسل بصب الماء عليها فكانت مظنة للاسراف المنهى عنه فعطفت على الممسوح لا لتمسح ولكن لينبه على وجوب الاقتصاد فى صب الماء عليها وقيل إلى الكعبين فجئ بالغاية إماطة لظن ظان يحسبها ممسوحة لأن المسح لم تضرب له غاية فى الشريعة وقال فى جامع العلوم أنها مجرورة للجواز وقد صح أن النبى عليه السلام رأى قوما يمسحون على أرجلهم فقال ويل للاعقاب من النار وعن عطاء والله ما علمت أن أحدا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم مسح على القدمين و إنما أمر بغسل هذه الأعضاء ليطهرها من الأوساخ التى تتصل بها لانها تبدو كثيرا والصلاة خدمة الله تعالى والقيام بين يديه متطهر من الأوساخ أقرب إلى التعظيم فكان أكمل فى الخدمة كما فى الشاهد إذا أراد أن يقوم بين يدى الملك ولهذا قيل أن الأولى إن يصلى الرجل فى أحسن