المائدة ٨ - ١٢
إن الله خبير بما تعملون وعد ووعيد ولذاذكر بعدها آية الوعد وهو قوله تعالى وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات وعد يتعدى إلى مفعولين فالأول الذين آمنوا والثانى محذوف استغنى عنه بالجملة التى هى قوله لهم مغفرة وأجر عظيم والوعيد وهو قوله والذين كفروا أو كذبوا بآياتنا أولئك أصحاب الجحيم أى لا يفارقونها يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذ هم قوم روى أن رسول الله صلى الله عليه و سلم أتى بنى قريظة ومعه الشيخان أبو بكر وعمر والختان يستقرضهم دية مسلمين قتلهما عمرو بن أمية الضمرى خطأ يحسبهما مشركين فقالوا نعم يا أبا القاسم اجلس حتى نطعمك ونقرضك فاجلسوه فى صفة وهموا بالفتك به وعمد عمرو بن جحاش إلى رحى عظيمة يطرحها عليه فأمسك الله يده و نزل جبريل فأخبره بذلك فخرج النبى صلى الله عليه و سلم ونزلت الآية إذ ظرف للنعمة أن يبسطوا بأن يبسطوا إليكم أيديهم بالقتل يقال بسط لسانه إليه إذا شتمه وبسط إليه يده إذا بطش به ويبسطوا إليكم أيديهم وألسنتهم بالسوء ومعنى بسط اليد مدها إلى المبطوش به فكف أيديهم عنكم فمنعها أن تمد إليكم واتقوا الله وعلى الله فليتوكل المؤمنون فانه الكافى والدافع والمانع ولقد اخذ الله ميثاق بنىاسرائيل وبعثنا منهم اثنى عشر نقيبا هو الذى ينقب عن احوال القوم ويفتش عنها ولما استقر بنوا إسرائيل بمصر بعد هلاك فرعون أمرهم الله بالمسير إلى اريحاء أرض الشام وكان يسكنها الكنعانيون الجبابرة وقا لهم إنى كتبتها لكم دارا وقرارا فاخرجوا إليها وجاهدوا من فيها و إنى ناصركم وأمر الله موسى عليه السلام أن يأخذ من كل سبط نقيبا يكون كفيلا على قومه بالوفاء بما أمروا به توثقة عليهم فاختار النقباء وأخذ الميثاق على بنى إسرائيل وتكفل لهم النقباء وسار بهم فلما دنا من ارض كنعان بعث النقباء يتجسسوا فرأو أجراما عظيمة وقوة وشوكة فهابوا ورجعوا فحدثوا قومهم وقد نهاهم أن يحدثوهم فنكثوا الميثاق إلا كالب بن يوقنا ويوشع بن نون وكانا من النقباء وقال الله إنى معكم أى ناصركم ومعينكم وتقف هنا لا بتدائك بالشرط الداخل عليه اللام الموطئة للقسم وهو لئن أقمتم الصلوة وآتيتم الزكوة وكانتا فريضتين عليهم وآمنتم برسلى من غير تفريق