المائدة ١٢ - ١٤
بين أحد منهم وعزرتموهم وعطمتوهم أو نصرتموهم بأن تردوا عنهم اعدائهم والعزر فى اللغة الرد ويقال عزرت فلانا أى أدبته يعنى فعلت به ما يردعه عن القبيح كذا قاله الزجاج واقرضتم الله قرضا حسنا بلا من وقيل هو كل خير واللام فى لأكفرن عنكم سيآتكم جواب للقسم وهذا الجواب ساد مسد جواب القسم والشرط جميعا ولأدخلكم جنات تجرى من تحتها الأنهار فمن كفر بعد ذلك منكم أى بعد ذلك الشرط المؤكد المتعلق بالوعد العظيم فقد ضل سواء السبيل أخطأ طريق الحق نعم من كفر قبل ذلك فقد ضل سواء السبيل أيضا ولكن الضلال بعده اظهر وأعظم فيما نقضهم ميثاقهم ما مريد لإفادة تفخيم الأمر لعناهم طردناهم وأخرجناهم من رحمتنا أو مسخناهم أو ضربنا عليهم الجزية وجعلنا قلوبهم قاسية يابسة لا رحمة فيها ولا لين قسية حمزة وعلى أى رديئة من قولهم درهم قسى أى ردئ يحرفون الكلم عن مواضعه يفسرونه على غير ما أنزل وهو بيان لقسوة قلوبهم لأنه لا قسوة أشد من الافتراء على الله وتغيير وحيه ونسوا حظا وتركوا نصيبا جزيلا وقسطا وافيا مما ذكروا به من التوراة يعنى إن تركهم واعارضهنم عن التوراة إغفال حظ عظيم أو قست قلوبهم وفسدت فحرفوا التوراة وزلت اشياء منها عن حفظهم عن ابن مسعود رضى الله عنه قد ينسى المرء بعض العلم بالمعصية وتلا هذه الآية وقيل تركوا نصيب أنفسهم مما أمروا به من الإيمان بمحمد صلى الله عليه و سلم وبيان نعته ولا تزال يا محمد تطلع على خائنة منهم أى هذه عادتهم وكان عليها أسلافهم كانوا يخونون الرسل وهؤلاء يخونونك ويهمون بالفتك بك وقوله على خائنة أى خيانة أو على فعلة ذات خيانة أو على نفس أو فرقة خائية ويقال رجل خائنة كقولهم رجل راوية للشعر للمبالغة إلا قليلا منهم وهم الذين آمنوا منهم فاعف عنهم بعث على مخالفتهم أو فاعف عن مؤمنيهم ولا تؤاخذهم بما سلف منهم واصفح إن الله يحب المحسنين ومن فى قوله ومن الذين قالوا إنا نصارى أخذنا ميثاقهم وهو الإيمان بالله والرسل وأفعال الخير يتعلق بأخذنا أى وأخذنا من الذين قالوا إنا نصارى ميثاقهم فقدم على


الصفحة التالية
Icon