المائدة ١٧ - ١٩
على المسيح و أمه إبانه أنهما من جنسهم لا تفاوت بينهما وبينهم والمعنى أن من اشتمل عليه رحم الأمومية متى يفارقه نقص البشرية ومن لا حت عليه شواهد الحدثية أنى يليق به نعت الربوبية ٨ولو قطع البقاء عن جميع ما أوجد لم يعد نقص إلى الصمدية ولله ملك السموات و الأرض وما بينهما يخلق ما يشاء أى يخلق من ذكر وأنثى ويخلق من أنثى بلا ذكر كما خلق عيسى ويخلق من ذكر من غير أنثى كما خلق حواء من آدم ويخلق من غير ذكر وأنثى كما خلق آدم أو يخلق كما يشاء كخلق الطير على يد عيسى معجزة له فلا اعتراض عليه لأنه الفعال لما يريد والله على كل شيء قدير وقالت اليهود والنصارى نحن أبناء الله وأحباؤه أى أعزة عليه كالابن على الأب أو أشياع ابنى الله عزير والمسيح كما قيل لأشباع أبى خبيب وهو عبد الله بن الزبير الخبيبيون كما كان يقول رهط مسيلمة نحن أبناء الله ويقول أقرباء الملك وحشمه نحن أبناءالملوك أو نحن أبناء رسل الله قل فلم يعذبكم بذنوبكم أى فإن صح أنكم أبناء الله وأحباؤه فلم تعذبون بذنوبكم بالمسخ والنار أياما معدودة على زعمكم وهل يمسخ الأب ولده وهل يعذب الوالد ولده بالنار ثم قال ردا عليهم بل أنتم بشر ممن خلق أي أنتم خلق من خلقه لا بنوه يغفر لمن يشاء لمن تاب عن الكفر فضلا ويعذب من يشاء من مات عليه عدلا والله ملك السموات و الأرض وما بينهما و إليه المصير فيه تنبيه على عبودية المسيح لأن الملك والنبوة متنافيان يا أهل الكتاب قد جاءكم رسولنا محمد عليه السلام يبين لكم أى الشرائع وحذف لظهوره أو ما كنتم تخفون وحذف لتقدم ذكره أو لا يقدر المبين ويكون المعنى يبذل لكم البيان وهو حال أى مبينا لكم على فترة من الرسل متعلق بجاءكم على جاءكم فى حين فتور من إرسال الرسل وانقطاع من الوحى وكان بين عيسى ومحمد عليهما السلام ستمائة سنة أو خمسمائة سنة وستون سنة أن تقولوا كراهة أن تقولوا ما جاءنا من بشير ولا نذير والفاء فى فقد جاءكم متعلق بمحذوف أى لا تعتذروا فقد جاءكم بشير للمؤمنين ونذير للكافرين والمعنى الامتنان عليهم بأن الرسول بعث اليهم حين انطمست آثار الوحى وكانوا أحوج ما يكونون إليه ليهشوا إليه ويعدوه أعظم نعمة من الله وتلزمهم الحجة فلا يعتلوا غدا بأنه لم يرسل اليهم من ينبههم من غفلتهم


الصفحة التالية
Icon