المائدة ٣٣ - ٣٨
الله تعالى من أهان لى وليا فقد بارزنى بالمحاربة ويسعون فى الأرض فسادا مفسدين ويجوز أن يكون مفعولا له أى للفساد وخبر جزاء أن يقتلوا وما عطف عليه وأفاد التشديد الواحد بعد الواحد ومعناه أن يقتلوا من غير صلب إن أفردوا القتل أو يصلبوا مع القتل أن جمعوا بين القتل وأخذ المال أو تقطع أيديهم وأرجلهم أن أخذوا المال من خلاق حال من الأيدى والأرجل أى مختلفة أو ينفوا من الأرض بالحبس إذا لم يزيدوا على الاخافة ذلك المذكور لهم خزى فى الدنيا ذل وفضيحة ولهم فى الآخر عذاب عظيم إلا الذين تابوا من قبل أن تقدروا عليهم فتسقط عنهم هذه الحدود لا ما هو حق العباد فاعلموا أن الله غفور رحيم يغفر لهم بالتوبة ويرحمهم فلا يعذبهم يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله فلا تؤذوا عباد الله وابتغوا إليه الوسيلة هى كل ما يتوسل به أى يتقرب من قرابة أو صنيعة أو غير ذلك فاستعيرت لما يتوسل به إلى إلله تعالى من فعل الطاعات وترك السيئات وجاهدوا فى سبيله لعلكم تفلحون إن الذين كفروا لو أن لهم ما فى الأرض جميعا من صنوف الأموال ومثله معه وأنفقوه ليفتدوا به ليجعلوه فدية لانفسهم ولو مع ما فى حيزه خبر إن ووحد الراجع فى ليفتدوا به وقد ذكر شيئان لأنه أجرى الضمير مجرى اسم الاشارة كأنه قيل ليفتدوا بذلك من عذاب يوم القيامة ما تقبل منهم ولهم عذاب أليم فلا سبيل لهم إلى التجاة بوجه يريدون يطلبون أو يتمنون أن يخرجوا من النار وما هم بخارجين منها ولهم عذاب مقيم دائم والسارق والسارقة ارتفعا بالأبتداء والخبر محذوف تقديره وفيما يتلى عليكم السارق و السارقة أو الخبر فاقطعوا أيديهما أى يديهما والمراد اليمينان بدليل قراءة عبد الله بن مسعود ودخول الفاء لتضمنهما معنى الشرط لأن المعنى والذى سرق والتى سرقت


الصفحة التالية
Icon