المائدة ٣٨ - ٤١
فاقطعوا أيديهما والاسم الموصول يضمن معنى الشرط وبدأ بالرجل لأن السرقة من الجراءة وهى فى الرجال أكثر وأخر الزانى لأن الزنا ينبعث من الشهوة وهى فى النساء أوفر وقطعت اليد لانها آلة السرقة ولم تقطع آلة الزنا تفاديا عن قطع النسل جزاء بما كسبا مفعول له نكالا من الله أى عقوبة منه وهو بدل من جزاء الله عزيز غالب لا يعارض فى حكمه حكيم فيما حكم من قطع يد السارق والسارقة فمن تاب من السرقة من بعد ظلمه سرقته وأصلح برد المسروق فإن الله يتوب عليه يقبل توبته إن الله غفور رحيم يغفر ذنبه ويرحمه ألم تعلم يا محمد أو يا مخاطب أن الله له ملك السموات و الأرض يعذب من يشاء من مات على الكفر ويغفر لمن يشاء لمن تاب عن الكفر والله على كل شيء من التعذيب والمغفرة وغيرهما قدير قادر وقدم التعذيب على المغفرة هنا لتقدم السرقة على التوبة يا أيها الرسول لا يحزنك الذين يسارعون فى الكفر أى لاتهتم ولا تبال بمسارعة المنافقين فى الكفر أى فى إظهاره بما يلوح منهم من آثار الكيد للاسلام ومن موالاة المشركين فإنى ناصرك عليهم وكافيك شرهم يقال أسرع فيه الشيب أى وقع فيه سريعا فكذلك مسارعتهم فى الكفر وقوعهم فيه أسرع شى اذا وجدوا فرصة لم يخطئوها من الذين قالوا تبيين لقوله الذين يسارعون فى الكفر آمنا مفعول قالوا بأفواههم متعلق بقالوا أى قالوا بأفواههم أمنا ولم تؤمن قلوبهم فى محل النصب على الحال ومن الذين هادوا معطوف على من الذين قالوا أى من المنافقين واليهود ويرتفع سماعون للكذب على أنه خبر مبتدأ مضمر أى هم سماعون والضمير للفريقين أو سماعون مبتدأ وخبره من الذين هادوا وعلى هذا يوقف على قلوبهم وعلى الأول على هادوا ومعنى سماعون للكذب يسمعون منك ليكذبوا عليك بأن يمسخوا ما سمعوا منك بالزيادة والنقصان والتبديل والتغيير سماعون لقوم آخرين لم يأتوك أى سماعون منك لأجل قوم آخرين من اليهود وجهوهم عيونا ليبلغوهم ما سمعوا منك يحرفون الكلم من بعد مواضعه أى يزيلونه ويميلونه


الصفحة التالية
Icon