المائدة ٤١ - ٤٣
عن مواضعةالتى وضعه الله فيها فيهملونه بغير مواضع بعد أن كان ذا موضع يحرفون صفة لقوم كقوله لم يأتوك أو خبر لمبتدأ محذوف أى هم يحرفون والضمير مردود على لفظ الكلم يقولون إن أوتيتم هذا المحرف المزال عن مواضعه ويقولون مثل يحرفون وجاز أن يكون حالا من الضمير فى يحرفون فخذوه واعلموا أنه الحق واعملوا به و إن لم تؤتوه وأفتاكم محمد بخلافه فاحذروا فاياكم وإياه فهو الباطل روى أن شريفا زنى بشريفة بخيبر وهما محصنان وحدهما الرجم فى التوراة فكرهوا رجمهما لشرفهما فبعثوا رهطا منهم ليسألوا رسول الله صلى الله عليه و سلم عن ذلك وقالوا أن أمركم بالجلد والتحميم فاقبلوا و إن أمركم بالرجم فلا تقبلوا فأمرهم بالرجم فأبوا أن يأخذوا به ومن يرد الله فتنته ضلالته وهو حجة على من يقول يريد الله الإيمان ولا يريد الكفر فلن تملك له من الله شيئا قطع رجاء محمد صلى الله عليه و سلم عن إيمان هؤلاء أولئك الذين لم يرد الله أن يطهر قلوبهم عن الكفر لعلمه منهم اختيار الكفر وهو حجة لنا عليهم أيضا لهم فى الدنيا خزى للمنافقين فضيحة ولليهود جزية ولهم فى الآخرة عذاب عظيم أى التخليد فى النار سماعون للكذب كرر للتأكيد أى هم سماعون ومثله أكالون للسحت وهو كل مالا يحل كسبه وهو من سحته إذا استأصله لأنه مسحوت البركة وفى الحديث هو الرشوة فى الحكم وكانوا يأخذون الرشا على الأحكام وتحليل الحرام وبالتثقيل مكى وبصرى وعلى فإن جاءوك فاحكم بينهم أو أعرض عنهم قيل كان رسول الله صلى الله عليه و سلم مخيرا إذا تحاكم إليه أهل الكتاب بين أن يحكم بينهم وبين أن لا يحكم بينهم وقيل نسخ التخيير بقوله و أن احكم بينهم بما أنزل الله وان تعرض عنهم فلن يضروك شيئا فلن يقدروا على الاضرار بك لأن الله تعالى يعصمك من الناس و أن حكمت فاحكم بينهم بالقسط بالعدل إن الله يحب المقسطين العادلين وكيف يحكمونك وعندهم التوراة فيها حكم الله تعجيب من تحكيمهم لمن لا يؤمنون به وبكتابه مع أن الحكم منصوص فى كتابهم الذى يدعون الإيمان به فيها حكم الله حال من التوراة وهى مبتدأ وخبره عندهم ثم