المائدة ٤٣ - ٤٥
يتولون من بعد ذلك عطف على يحكمونك أى ثم يعرضون من بعد تحكيمك عن حكمك الموافق لما فى كتابهم لا يرضون به وما أولئك بالمؤمنين بك أو بكتابهم كما يدعون إنا انزلنا التواة فيها هدى يهدى للحق ونور يبين ما استبهم من الأحكام يحكم بها النبيون الذين أسلموا انقادوا لحكم الله فى التواة وهو صفة أجريت للنبيين على سبيل المدح وأريد باجرائها التعريض باليهود لأنهم بعداء من ملة الاسلام التى هى دين الانبياء كلهم للذين هادوا تابوا من الكفر واللام يتعلق بيحكم والربانيون والأحبار معطوفان على النبيون أى الزهاد والعلماء بما استحفظوا استودعوا قيل ويجوز أن يكون بدلا من بها فى يحكم بها من كتاب الله من للنبيين والضمير فى استحفظوا للانبياء والربانيين والاحبار جميعا ويكون الاستحفاظ من الله أى كلفهم الله حفظه أو للربانيون والأحبار ويكون الاستحفاظ من الأنبياء وكانوا عليه شهداء رقباء لئلا يبدل فلا تخشوا الناس نهى للحكام عن خشيتهم غير الله فى حكوماتهم وامضائها على خلاف ما أمروا به من العدل خشية سلطان ظالم أو خيفة أذية أحد واخشون فى مخالفة أمرى وبالياء فيهما سهل وافقه أبو عمرو وفى الوصل ولا تشتروا بآياتى ولا تستبدلوا بآيات الله وأحكامه ثمنا قليلا وهو الرشوة وابتغاء الجاه ورضا الناس ومن لم يحكم بما أنزل الله مستهينا به فأولئك هم الكافرون قال ابن عباس رضى الله عنهما من لم يحكم جاحدا فهو كافر و إن لم يكن جاحدا فهو فاسق ظالم وقال ابن مسعود رضى الله عنه هو عام فى اليهود وغيرهم وكتبنا عليهم فيها وفرضنا على اليهود فى التوراة أن النفس مأخوذه بالنفس مقتولة بها إذا قتلتها بغير حق والعين مفقوءة بالعين والأنف مجدوع بالأنف والأذن مقطوعة بالأذن والسن مقلوعة بالسن والجروح قصاص أى ذات قصاص وهو المقاصه ومعناه ما يمكن فيه القصاص و إلا فحكومة عدل وعن ابن عباس رضى الله عنهما كانوا