المائدة ٥٠ - ٥٣
بنى النضير فى تفاضلهم على بنى قريظة وقد قال لهم رسول الله صلى الله عليه و سلم القتلى سواء فقال بنو النضير نحن لا نرضى بذلك فنزلت وسئل طاوس عن الجرل بفضل بعض ولده على بعض فقرأ هذه الآية وناصب أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن مبتدأ وخبره وهو استفهام فى معنى النفى أى لا احد أحسن من الله حكما هو تمييز واللام فى لقوم يوقنون للبيان كاللام فى هيت لك أى هذا الخطاب وهذا الاستفهام لقوم يوقنون فإنهم هم الذين يتبينون أن لا أعدل من الله ولا أحسن حكما منه وقال أبو على معنى لقوم عند قوم لأن اللام وعند يتقاربان فى المعنى ونزل نهيا عن موالاة أعداء الدين يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء أى لا تتخذوهم أولياء تنصرونهم وتستنصرونهم وتؤاخونهم وتعاشرونهم معاشرة المؤمنين ثم علل النهى بقوله بعضهم أولياء بعض وكلهم أعداء المؤمنين وفيه دليل على أن الكفر كله ملة واحدة ومن يتولهم منكم فانه منهم من جملتهم وحكمه حكمهم وهذا تغليظ من الله وتشديد فى وجوب مجانبة المخالف فى الدين إن الله لا يهدى القوم الظالمين لا يرشد الذين ظلموا انفسهم بموالاة الكفرة فترى الذين فى قلوبهم مرض نفاق يسارعون حال أو مفعول ثان لاحتمال أن يكون فترى من رؤية العين أو القلب فيهم فى معاونتهم على المسلمين وموالاتهم يقولون أى فى أنفسهم لقوله على ما أسروا نخشى أن تصيبنا دائرة أى حادثة تدور بالحال التى يكونون عليها فعسى الله أن يأتى بالفتح لرسول الله صلى الله عليه و سلم على أعدائه وإظهار المسلمين أو أمر من عنده أى يؤمر النبى عليه السلام بإظهار أسرار المنافقين وقتلهم فيصبحوا أى المنافقون على ما أسروا فى أنفسهم من النفاق نادمين خبر فيصبحوا ويقول الذين آمنوا أى يقول بعضهم لبعض عند ذلك ويقول بصرى عطفا على أن يأتى يقول بغير واو شامى وحجازى على أنه جواب قائل يقول فماذا يقول المؤمنون حينئذ فقيل يقول الذين آمنوا أهؤلاء الذين أقسموا بالله جهد أيمانهم إنهم لمعكم أى أقسموا لكم بإغلاظ الأيمان أنهم أولياؤكم


الصفحة التالية
Icon