المائدة ٥٣ - ٥٥
ومعاضدوكم على الكفار وجهد أيمانهم مصدر فى تقدير الحال أى مجتهدين فى توكيد أيمانهم حبطت أعمالهم ضاعت أعمالهم التى عملوها رياء وسمعة لا إيمانا وعقيدة وهذا من قول الله عزوجل شهادة لهم بحبوط الأعمال لهم وتعجيبا من سوء حالهم فأصبحوا خاسرين فى الدنيا والعقبى لفوات المعونة ودوام العقوبة يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه من يرجع منكم عن دين الإسلام إلى ما كان عليه من الكفر يرتدد مدنى وشامى فسوف يأتى الله بقوم يحبهم ويحبونه يرضى أعمالهم ويثنى عليهم بها ويطيعونه ويؤثرون رضاه وفيه دليل نبوته عليه السلام حيث أخبرهم بما لم يكن فكان واثبات خلافة الصديق لأنه جاهد المرتدين وفى صحة خلافته وخلافة عمر رضى الله عنهما وسئل النبى صلى الله عليه و سلم عنهم فضرب على عاتق سلمان وقال هذا وذووه لو كان الإيمان معلقا بالثريا لناله رجال من أبناء فارس والراجع من الجزاء إلى الاسم المتضمن لمعنى الشرط محذوف معناه فسوف يأتى الله بقوم مكانهم أذلة جمع ذليل وأما ذلول فجمعه ذلل ومن زعم أنه من الذل الذى هو ضد الصعوبة فقدسها لأن ذلولا لا يجمع على أذلة قال الجوهرى الذل ضد العز ورجل ذليل بين الذل وقوم أذلاء وأذلة والذل بالكسر اللين وهو ضد الصعوبة يقال دابة ذلول ودواب ذلل على المؤمنين ولم يقل للمؤمنين لتضمن الذل معنى الحنو والعطف كأنه قيل عاطفين عليهم على وجه التذلل والتواضع أعزة على الكافرين أشجداء عليهم والعزاز الأرض الصلبة فهم مع المؤمنين كالولد لوالده والعبد لسيده ومع الكافرين كالسبع على فريسته يجاهدون فى سبيل الله يقاتلون الكفار وهو صفة لقوم كحبهم واعزة وأذلة ولا يخافون لومة لائم الواو يحتمل أن تكون للحال أى يجهادون وحالهم فى المجاهدة خلاف حال المنافقين فإنهم كانوا موالين لليهود فإذا خرجوا فى جيش المؤمنين خافوا أولياءهم اليهود فلا يعملون شيئا مما يعلمون أنه يلحقهم فيه لوم من جهتهم وأما المؤمنون فمجاهدتهم لله لا يخافون لومة لائم و أن تكون للعطف أى من صفتهم المجاهدة فى سبيل الله وهم صلاب فى دينهم إذا شرعوا فيه أمر من أمور الدين لا تزعهم لومة لائم واللومة المرمة من اللوم وفيها وفى التنكير مبالغتان كأنه قيل لا يخافون شيئا قط من لوم واحد من اللوام ذلك إشارة إلى ما وصف به القوم من المحبة والذلة والعزة والمجاهدة وانتفاء خوف اللومة فضل الله يؤتيه من يشاء والله واسع كثير الفواضل عليم بمن هو من أهلها عقب النهى عن موالاة من تجب معاداتهم ذكر من تحب موالاتهم بقوله إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا و إنما يفيد اختصاصهم بالموالاة ولم يجمع الولى و إن كان المذكور جماعة تنبيها على أن


الصفحة التالية
Icon