المائدة ٦٥ - ٦٧
آمنوا برسول الله عليه السلام وبما جاء به مع ما عددنا من سيئاتهم واتقوا أى وقرنوا إيمانهم بالتقوى لكفرنا عنهم سيآتهم ولم نؤاخذهم بها ولأدخناهم جنات النعيم مع المسلمين ولو أنهم أقاموا التوراة والإنجيل أى أقاموا أحكامهما وحدودهما وما فيهما من نعت رسول الله صلى الله عليه و سلم وما أنزل اليهم من ربهم من سائر كتب الله لأنهم مكلفون الإيمان بجميعها فكانها انزلت اليهم وقيل هو القرآن لأكلوا من فوقهم يعنى الثمار من فوق رءوسهم ومن تحت أرجلهم يعنى الزروع وهذه عبارة عن التوسعة كقولهم فلان فى النعمة من فرقه إلى قدمه ودلت الآية على أن العمل يطاعة الله تعالى سبب لسعة الرزق وهو كقوله تعالى ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء و الأرض ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب فقلت استغفروا ربكم أنه كان غفارا الآيات و أن لو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماء غدقا منهم أمة مقتصدة طائفة حالها امم فى عداوة رسول الله عليه السلام وقيل هى الطائفة المؤمنة وهم عبد الله بن سلام وأصحابه وثمانية وأربعون من النصارى وكثير منهم ساء ما يعملون فيه معنى التعجب كأنه قيل وكثير منهم ما أسوأ عملهم وقيل هم كعب بن الأشرف وأصحابه وغيرهم يا أيها الرسول بلغ ما أنزل اليك من ربك جميع ما انزل اليك واى شيء أنزل إليك غير مراقب فى تبليغه أحدا ولا خائف أن ينالك مكروه و إن لم تفعل و إن لم تبلغ جميعه كما أمرتك فما بلغت رسالته رسالاته مدنى وشامى و أبو بكر أى فلم تبلغ إذا ما كلفت من أداء الرسالة ولم تؤد منها شيئا قط وذلك أن بعضها ليس بأولى بالأداء من بعض فإذا لم تود بعضها فكانك أغفلت أداءها جميعا كما أن من لم يؤمن ببعضها كان كمن لم يؤمن بكلها لكونها فى حكم شيء واحد لدخولها تحت خطاب واحد والشئ الواحد لا يكون مبلغا غير مبلغ مؤمنا به غير مؤمن قالت الملحدة لعنهم الله تعالى هذ كلام لا يفيد وهو كقولك لغلامك كل هذا الطعام فإن لم تأكله فإنك ما أكلته قلنا هذا أمر بتبليغ الرسالة فى المستقبل أى بلغ ما أنزل إليك من ربك فى المستقبل فإن لم تفعل أى إن لم تبلغ الرسالة فى المستقبل فكانك لم تبلغ الرسالة أصلا أو بلغ ما أنزل اليك من ربك الآن ولا تنتظر به كثرة الشوكة والعهدة فإن لم تبلغ كنت كمن لم يبلغ أصلا أو بلغ ذلك غير خائف أحدا فإن لم تبلغ على هذا الوصف فكأنك لم تبلغ الرسالة أصلا ثم قال مشجعا له فى التبليغ والله