المائدة ٦٧ - ٧٠
يعصمك من الناس يحفظك منهم قتلا فلم يقدر عليه و إن شج فى وجهه يوم أحد وكسرت رباعيته أو نزلت بعدما أصابه ما أصابه والناس الكفار بدليل قوله إن الله لا يهدى القوم الكافرين لا يمكنهم مما يريدون انزاله بك من الهلاك قل يا أهل الكتاب لستم على شيء على دين يعتد به حتى يسمى شيئا لبطلانه حتى تقيموا التوراة والإنجيل وما أنزل إليكم من ربكم يعنى القرآن وليزيدن كثيرا منهم ما أنزل اليك من ربك طغيانا وكفرا إضافة زيادة الكفر والطغيان إلى القرآن بطريق التسبيب فلا تأس على القوم الكافرين فلا تتأسف عليهم فإن ضرر ذلك يعود اليهم لا إليك إن الذين آمنوا بألسنتهم وهم المنافقون ودل عليه قوله لا يحزنك الذين يسارعون فى الكفر من الذين قالوا امنا بأفواههم ولم تؤمن قلوبهم والذين هادوا والصابئون والنصارى قال سيبويه وجميع البصريين ارتفع الصابئون بالابتداء وخبره محذوف و النية به التأخير عما فى حيز إن من اسمها وخبرها كأنه قيل إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون والصابئون كذلك أى من آمن بالله واليوم الآخر فلا خوف عليهم فقدم وحذف الخبر كقوله... فمن يك أمسى بالمدينة رحله... فإنى وقيار بها لغريب...
أى فإنى لغريب وقيار كذلك ودل اللام على أنه خبر إن ولا يرتفع بالعطف على محل إن واسمها لأن ذا لا يصح قبل الفراغ من الخبر لا تقول إن زيدا وعمر ومنطلقان و إنما يجوز أن زيدا منطلق وعمرو والصابئون مع خبره المحذوف جملة معطوفة على جملة قوله إن الذين آمنوا إلى آخره ولا محل لها كما لا محل للتى عطفت عليها وفائدة التقديم التنبيه على أن الصابئين وهم أبين هؤلاء المعدودين ضلالا وأشدهم غيا يتاب عليهم إن صح منهم الإيمان فما الظن بغيرهم ومحل من آمن الرفع على الابتداء وخبره فلا خوف عليهم والفاء لتضمن المبتدأ معنى الشرط ثم الجملة كما هى خبر أن والراجع إلى اسم إن محذوف تقديره من آمن منهم لقد أخذنا ميثاق بنى إسرائيل بالتوحيد وأرسلنا إليهم رسلا ليقفوهم على ما يأتون وما يذرون فى دينهم كلما جاءهم رسول جملة شرطية وقعت صفة لرسلا