المائدة ٧٣ - ٧٦
هو المسيح ابن مريم وقال فى الثانية لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة والجواب أن بعض النصارى كانوا يقولون كان المسيح بعينه هو الله لأن الله ربما يتجلى فى بعض الأزمان فى شخص فتجلى فى ذلك الوقت فى شخص عيسى ولهذا كان يظهر من شخص عيسى أفعال لا يقدر عليها إلا الله وبعضهم ذهبوا إلى آلهة ثلاثة الله ومريم والمسيح و أنه ولد الله من مريم ومن فى قوله وما من إله إلا إله واحد للاستغراق أى وما إله قط فى الوجود إلا إنه موصوف بالوحدانية لا ثانى له وهو الله وحده لا شريك له وفى قوله و إن لم ينتهوا عما يقولون ليمسن الذين كفروا منهم للبيان كالتى فى فجتنبوا الرجس من الأوثان ولم يقل ليمسنهم لأن فى إقامة الظاهر مقام المضمر تكرير للشهادة عليهم بالكفر أو للتبعيض أى ليمسن الذين بقوا على الكفر منهم لأن كثيرا منهم تابوا عن النصرانية عذاب أليم نوع شديد الألم من العذاب أفلا يتوبون إلى الله ويستغفرونه ألا يتوبون بعد هذه الشهادة المكررة عليهم بالكفر وهذا الوعيد الشديد مما هم عليه وفيه تعجيب من إصرارهم والله غفور رحيم يغفر لهؤلاء إن تابوا ولغيرهم ما المسيح ابن مريم إلا رسول فيه نفى الألوهية عنه قد خلت من قبله الرسل صفة الرسول أى ما هو إلا رسول من جنس الرسل الذين خلوا من قبله وابراؤه الأكمه والأبرص واحياؤه الموتى لم يكن منه لأنه ليس إلها بل الله أبرأ الأكمه والأبرص وأحيا الموتى على يده كما أحيا العصا وجعلها حية تسعى على يد موسى وخلقه من غير ذكر كخلق آدم من غير ذكر وأنثى وأمه صديقة أى وما أمه أيضا إلا كبعض النساء المصدقات للأنبياء المؤمنات بهم ووقع اسم الصديقة عليهم لقوله تعالى وصدقت بكلمات ربها وكتبه ثم أبعدهما عما نسب اليهما بقوله كانا يأكلان الطعام لأن من احتاج إلى الاغتذاء بالطعام وما يتبعه من الهضم والنقض لم يكن إلا جسما مركبا من لحم وعظم وعروق وأعصاب وغير ذلك مما يدل على أنه مصنوع مؤلف كغيره من الأجسام انظر كيف نبين لهم الآيات أى الأعلام من الأدلة الظاهرة على بطلان قولهم ثم انظر إنى يؤفكون كيف يصرفون عن استماع الحق وتأمله بعد هذا البيان وهذا تعجيب من الله تعالى فى ذهابهم عن الفرق بين الرب والمربوب قل أتعبدون من دون الله مالا يملك لكم ضرا ولا نفعا هو عيسى عليه السلام أى شيئا لا يستطيع أن يضركم


الصفحة التالية
Icon