المائدة ٨٧ - ٨٩
النهار ويسيحوا فى الأرض ويجبوا مذاكيرهم ولا يأكلوا اللحم والودك ولا يقربوا النساء والطيب يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم ما طاب ولد من الحلال ومعنى لا تحرموا لا تمنعوها انفسكم كمنع التحريم أو لا تقولوا حرمناها على انفسنا مبالغة منكم فى العزم على تركها تزهدا منكم وتقشفا روى أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يأكل الدجاج والفالوذ وكان يعجبه الحواء والعسل وقال إن المؤمن حلو يحب الحلاوة وعن الحسن أنه دعى إلى طعام ومعه فرقد السنجى وأصحابه فقعدوا على المائدة وعليها الألوان من الدجاج المسمن والفالوذ وغير ذلك فاعتزل فرقد ناحية فسأل الحسن اهو صائم قالوا لا ولكنه يكره هذه الألوان فاقبل الحسن عليه وقال يا فريقد أترى لعاب النحل بلباب البر بخالص السمن يعيبه مسلم وعنه أنه قيل له فلان يأكل الفالوذ ويقول لا أؤدى شكره فقال أفيشرب الماء البارد قالوا نعم قال انه جاهل أن نعمة الله عليه في الماء البارد اكبر من نعمته عليه فى الفالوذ ولا تعتدوا ولا تجاوزوا الحد الذى حد عليكم فى تحليل أو تحريم أو ولا تتعدوا حدود ما احل لكم إلى ما حرم عليكم أو ولا تسرفوا فى تناول الطيبات أن الله لا يحب المعتدين حدوده وكلوا مما رزقكم الله حلالا طيبا حلالا حال مما رزقكم الله واتقوا الله توكيد للتوصية بما أمر به وزاده توكيدا بقوله الذى أنتم به مؤمنون لأن الإيمان به يوجب التقوى فيما أمر به ونهى لا يؤاخذكم الله باللغو فى أيمانكم اللغو فى اليمين الساقط الذى لا يتعلق به حكم وهو أن يحلف على شيء يرى أنه كذلك وليس كما ظن وكانوا حلفوا على تحريم الطيبات على ظن أنه قربة فلما نزلت الآية قالوا فكيف إيماننا فنزلت وعند الشافعى رحمه الله ما يجرى على اللسان بلا قصد ولكن يؤاخذكم بما عقدتم الإيمان أى بتعقيدكم الأيمان وهو توثيقها وبالتخفيف كوفى غير حفص والعقد العزم على الوطء وذا لا يتصور فى الماضى فلا كفارة فى الغموس وعند الشافعى رحمه الله القصد بالقلب ويمين الغموس مقصودة فكانت معقودة فكانت الكفارة فيها مشروعة والمعنى ولكن يؤاخذكم بما عقدتم إذا حنثتم فحذف وقت المؤاخذة لأنه كان معلوما عندهم أو بنكث ما عقدتم فحذف المضاف فكفارته أى فكفارة نكثه أو فكفارة معقود الإيمان والكفارة الفعلة التي من شأنها أن تكفر الخطيئة أى تسترها إطعام عشرة مساكين هو أن يغديهم ويعشيهم ويجوز