الأنعام ٢ - ٦
من طين من لابتداء الغاية أى ابتدأ خلق أصلكم يعنى آدم ثم قضى أجلا أى تحكم أجل الموت وأجل مسمى عنده أجل القيامة أو الأول ما بين أن يخلق إلى أن يموت والثانى ما بين الموت والبعث وهو البرزخ أو الأول النوم والثانى الموت أو الثانى هو الأول وتقديره وهو أجل مسمى أى معلوم وأجل مسمى مبتدأ والخبر عنده وقدم المبتدأ و إن كان نكرة والخبر ظرفا وحقه التأخير لأنه تخصص بالصفة فقارب المعرفة ثم أنتم تمترون تشكون من المرية أو تجادلون من المراء ومعنى ثم استبعاد أن يمتروا فيه بعد ما ثبت أنه محييهم ومميتهم وباعثهم وهو الله مبتدأ وخبر فى السموات وفى الأرض متعلق بمعنى اسم الله كأنه قيل وهو المعبود فيهما كقوله هو الذى فى السماء إله وفى الأرض إله أو هو المعروف بالإلهية فيهما أو هو الذى يقال له الله فيهما مبتدأ أى وهو يعلم سركم وجهركم ويعلم ما تكسبون من الخير والشر ويثيب عليه ويعاقب ومن فى وما تأتيهم من آية للاستغراق وفى من آيات ربهم للتبعيض أى وما يظهرلهم دليل قط من الأدلة التى يجب فيها النظر والاعتبار إلا كانوا عنها معرضين تاركين للنظر لا يلتفتون إليه لقلة خوفهم وتدبرهم فى العواقب فقد كذبوا مردود على كلام محذوف كأنه قيل أن كانوا معرضين عن الآيات فقد كذبوا بالحق لما جاءهم أى بما هو اعظم آية وأكبرها هو القرآن الذى تحدوا به فعجزوا عنه فسوف يأتيهم أنباء ما كانوا به يستهزءون أى أنباء الشئ الذى كانوا به يستهزءون وهو القرآن أى أخباره وأحواله يعنى سيعلمون بأى شيء استهزءوا وذلك عند إرسال العذاب عليهم فى الدنيا أو يوم القيامة أو عند ظهور الإسلام وعلو كلمته ألم يروا يعنى المكذبين كم أهلكنا من قبلهم من قرن هو مدة انقضاء أهل كل عصر وهو ثمانون سنة أو سبعون مكناهم فى موضع جر صفة لقرن وجمع على المعنى فى الأرض ما لم نمكن لكم التمكين فى البلاد إعطاء المكنة والمعنى لم نعط أهل مكة نحو ما أعطينا عادا وثمود وغيرهم من البسطة


الصفحة التالية
Icon