الأنعام ٦ - ١٠
فى الأجسام والسعة فى الأموال والاستظهار بأسباب الدنيا وأرسلنا السماء المطر عليهم مدرارا كثيرا وهو حال من السماء وجعلنا الأنهار تجرى من تحتهم من تحت أشجارهم والمعنى عاشوا فى الخصب بين الأنهار والثمار وسقيا الغيث المدرار فأهلكناهم بذنوبهم ولم يغن ذلك عنهم شيئا وأنشأنا من بعدهم قرنا آخرين بدلا منهم ولو نزلنا عليك كتابا مكتوبا فى قرطاس فى ورق فلمسوه بأيديهم هو للتأكيد لئلا يقولوا سكرت أبصارنا ومن المحتج عليهم العمى لقال الذين كفروا إن هذا إلا سحر مبين تعنتا وعنادا للحق بعد ظهوره وقالوا لولا هلا أنزل عليه على النبى صلى الله عليه و سلم ملك يكلمنا أنه نبى فقال الله ولو انزلنا ملكا لقضى الأمر لقضى أمر هلاكهم ثم لا ينظرون لا يمهلون بعد نزوله طرفة عين لأنهم إذا شاهدوا ملكا فى صورته زهقت أرواحهم من هول ما يشاهدون ومعنى ثم بعد ما بين الأمرين قضاء الامر وعدم الانظار جعل عدم الانظار أشد من قضاء الأمر لأن مفاجأة الشدة أشد من نفس الشدة ولو جعلناه ملكا ولو جعلنا الرسول ملكا كما اقترحوا لأنهم كانوا يقولون تارة لولا أنزل على محمد ملك وتارة يقولون ما هذا إلا بشر مثلكم ولو شاء ربنا لأنزل ملائكة لجعلناه رحلا لارسلناه فى صورة رجل كما كان جبريل عليه السلام ينزل على رسول الله صلى الله عليه و سلم فى أعم الأحوال فى صورة دحية لأنهم لا يبقون مع رؤية الملائكة فى صورهم وللبسنا عليهم ما يلبسون ولخلطنا وأشكلنا عليهم من أمره إذا كان سبيله كسبيلك يا محمد فإنهم يقولون إذا رأوا الملك فى صورة الإنسان هذا إنسان وليس بملك يقال لبست الأمر على القوم وألبسته إذا أشبهته وأشكلته عليهم ثم سلى نبيه على ما أصابه من استهزاء قومه بقوله ولقد استهزئ برسل من قبلك فحاق بالذين سخروا منهم ما كانوا به يستهزءون فاحاط بهم الشئ الذى كانوا يستهزءون به وهو الحق حيث أهلكوا من أجل استهزائهم ومنهم متعلق بسخروا كقوله فيسخرون منهم والضمير للرسل والدال