الأنعام ١١ - ١٤
مكسورة عند أبى عمرو وعاصم لالتقاء الساكنين وضمها غيرهما اتباعا لضم التاء قل سيروا فى الأرض ثم انظروا كيف كان عاقبة المكذبين والفرق بين فانظروا وبين ثم انظروا أن النظر جعل مسببا عن السير في فانظروا فكأنه قيل سيروا لأجل النظر ولا تسيروا سير الغافلين ومعنى سيروا فى الأرض ثم انظروا اباحة السير فى الأرض للتجارة وغيرها وايجاب النظر فى آثار الهالكين ونبه على ذلك بثم لتباعد ما بين الواجب والمباح قل لمن ما فى السموات و الأرض من استفهام وما بمعنى الذى فى موضع الرفع على الابتداء ولمن خبره قل لله تقدير لهم أى هو لله لاخلاف بينى وبينكم ولا تقدرون أن تضيفوا منه شيئا إلى غيره كتب على نفسه الرحمة أصل كتب أوجب ولكن لا يجوز الاجراء على ظاهره إذ لا يجب على الله شيء للعبد فالمراد به أنه وعد ذلك وعدا مؤكدا وهو منجزه لا محالة وذكر النفس للاختصاص ورفع الوسائط ثم أو عدهم على اغفالهم النظر واشراكهم به من لا يقدر على خلق شيء بقوله ليجمعنكم إلى يوم القيامة فيجازيكم على اشراككم لا ريب فيه فى اليوم أو فى الجمع الذين خسروا أنفسهم نصب على الذم أى أريد الذين خسروا أنفسهم باختيارهم الكفر فهم لا يؤمنون وقال الأخفش الذين بدل من كم فى ليجمعنكم أى ليجمعن من هؤلاء المشركين الذين خسروا أنفسهم والوجه هو الأول لأن سيبويه قال لا يجوز مررت بى المسكين ولا بك المسكين فتجعل المسكين بدلا من الياء أو الكاف لانهما فى غاية الوضوح فلا يحتاجان إلى البدل والتفسير وله عطف على لله ما سكن فى الليل والنهار من السكنى حتى يتناول الساكن والمتحرك أو من السكون ومعناه ماسكن وتحرك فيهما فاكتفى بأحد الضدين عن الآخر كقوله تقيكم الحر أى الحر والبرد وذكر السكون لأنه اكثر من الحركة وهو احتجاج على المشركين لأنهم لم ينكروا أنه خالق الكل ومدبره وهو السميع العليم يسمع كل مسموع ويعلم كل معلوم فلا يخفى عليه شيء مما يشتمل عليه الملوان قل أغير الله أتخذ وليا ناصرا ومعبودا وهو مفعول ثان لا تخذ والأول غير و إنما أدخل همزة الاستفهام على مفعول أتخذ لا عليه لأن الانكار فى اتخاذ غير الله وليا لا فى اتخاذ الولى فكان أحق بالتقديم فاطر السموات و الأرض بالجر صفة لله أى مخترعهما وعن ابن عباس رضى الله عنهما ما عرفت معنى الفاطر حتى اختصم إلى أعرابيان فى بئر فقال أحدهما أنا فطرتها أى أبتدأتها وهو


الصفحة التالية
Icon