الأنعام ١٤ - ١٩
يطعم ولا يطعم وهو يرزق ولا يرزق أى المنافع كلها من عنده ولا يجوز عليه الانتفاع قل إنى أمرت أن اكون أول من أسلم لأن النبى سابق أمته فى الإسلام كقوله وبذلك امرت و انا أول المسلمين ولا تكونن من المشركين وقيل لى لا تكونن من المشركين ولو عطف على ماقبله لفظا لقيل و أن لا اكون والمعنى أمرت أمرت بالإسلام ونهيت عن الشرك قل إنى أخاف إن عصيت ربى عذاب يوم عظيم أى إنى أخاف عذاب يوم عظيم وهو القيامة أن عصيت ربى فالشرط معترض بين الفاعل والمفعول به محذوف الجواب من يصرف عنه العذاب يومئذ فقدرحمه الله الرحمة العظمى وهى النجاة من يصرف حمزة وعلى و أبو بكر أى من يصرف الله عنه العذاب وذلك الفوز المبين النجاة الظاهرة و إن يمسسك الله بضر من مرض أو فقر أو غير ذلك من بلاياه فلا كاشف له إلا هو فلا قادر على كشفه إلا هو و أن يمسسك بخير من غنى أو صحة فهو على كل شيء قدير فهو قادر على إدامته وإزالته وهو القاهر مبدأ وخبر أى الغالب المقتدر فوق عباده خبر بعد خبر أى عال عليهم بالقدرة والقهر بلوغ المراد بمنع غيره عن بلوغه وهو الحكيم فى تنفيذ مراده الخبير بأهل القهر من عباده قل أى شيء أكبر شهادة أى شيء مبتدأ وأكبر خبره وشهادة تمييز و أى كلمة يراد بها بعض ما تضاف إليه فإذا كانت استفهاما كان جوابها مسمى باسم ما أضيفت إليه وقوله قل الله جواب أى الله أكبر شهادة فالله مبتدأ والخبر محذوف فيكون دليلا على أنه يجوز إطلاق اسم الشئ على الله تعالى وهذا لأن الشئ اسم للموجود ولا يطلق على المعدوم والله تعالى موجود فيكون شيئا ولذا تقول الله تعالى شيء لا كالأشياء ثم ابتدأ شهيد بينى وبينكم أى هو شهيد بينى وبينكم ويجوز أن يكون الجواب الله شهيد بينى وبينكم لأنه إذا كان الله شهيدا بينه وبينهم فأكبر شيء شهادة شهيد له وأوحى إلى هذا القرآن لأنذركم به ومن بلغ أى ومن بلغه القرآن إلى قيام الساعة فى الحديث من بلغه القرآن فكأنما رأى محمد صلى الله عليه و سلم ومن فى محل النصب بالعطف على كم والمراد به أهل مكة والعائد إليه محذوف أى ومن بلغه وفاعل بلغ ضمير القرآن ائنكم لتشهدون أن مع الله ءالهة أخرى


الصفحة التالية
Icon