الأنعام ٢٤ - ٢٧
قال مجاهد إذا جمع الله الخلائق ورأى المشركون سعة رحمة الله وشفاعة رسول الله صلى الله عليه و سلم للمؤمنين قال بعضهم لبعض تعالوا نكتم الشرك لعلنا ننجوا مع أهل التوحيد فاذا قال لهم الله أين شركاؤكم الذين كنتم تزعمون قالوا والله ربنا ما كنا مشركين فيختم الله على أفواههم فتشهد عليهم جوارحهم وضل عنهم وغاب عنهم ما كانوا يفترون الهيته وشفاعته ومنهم من يستمع اليك حين تتلو القرآن روى أنه اجتمع أبو سفيان والوليد والنضر وأضرابهم يستمعون تلاوة رسول الله صلى الله عليه و سلم فقالوا للنضر ما يقول محمد فقال والله ما أدرى ما يقول محمد إلا أنه يحرك لسانه ويقول أساطير الأولين مثل ما حدثتكم عن القرون الماضية فقال أبو سفيان إنى لأراه حقا فقال أبو جهل كلا فنزلت وجعلنا على قلوبهم أكنة أغطية جمع كنان وهو الغطاء مثل عنان وأعنه أن يفقهوه كراهة أن يفقهوه وفى آذانهم وقرا ثقلا يمنع من السمع ووحد الوقر لأنه مصدر وهو عطف على اكنة وهو حجة لنا فى الأصلح على المعتزلة وان يروا كل آية لا يؤمنوا بها حتى إذا جاءوك يجادلونك يقول الذين كفروا حتى هى التى تقع بعدها الجمل والجملة قوله إذا جاءوك يقول الذين كفروا ويجادلونك فى موضع الحال ويجوز أن تكون جارة ويكون إذا جاءوك فى موضع الجر بمعنى حتى وقت مجيئهم ويجادلونك حال ويقول الذين كفروا تفسير له والمعنى أنه بلغ تكذيبهم الآيات إلى أنهم يجادلونك ويناكرونك وفسر مجادلتهم بأنهم يقولون إن هذا ما القرآن إلا أساطير الأولين فيجعلون كلام الله أكاذيب وواحد الأساطير أسطورة وهم أى المشركين ينهون عنه ينهون الناس عن القرآن أو عن الرسول وأتباعه والإيمان به وينأون عنه ويبعدون عنه بأنفسهم فيضلون ويضلون و إن يهلكون بذلك إلا أنفسهم وما يشعرون أى لايتعداهم الضرر إلى غيرهم و إن كانوا يظنون أنهم يضرون رسول الله وقيل عنى به أبو طالب لأنه كان ينهى قريشا عن التعرض لرسول الله صلى الله عليه و سلم وينأى عنه فلا يؤمن به والأول أشبه ولو ترى حذف جوابه أى ولو ترى لشاهدت أمرا عظيما إذ وقفوا على النار أروها حتى يعاينوها أو حبسوا على الصراط فوق النار فقالوا ياليتنا نرد إلى الدنيا تمنوا


الصفحة التالية
Icon