الأنعام ٢٧ - ٣١
الرد إلى الدنيا ليؤمنوا وتم تمنيهم ثم ابتدءوا بقوله ولا نكذب بآيات ربنا ونكون من المؤمنين واعدين الإيمان كانهم قالوا ونحن لا نكذب ونؤمن ولا نكذب ونكون حمزة وعلى وحفص على جواب التمنى بالواو وباضمار أن ومعناه أن رددنا لم نكذب ونكن من المؤمنين وافقهما فى ونكون شامى بل للاضراب عن الوفاء بما تمنوا بدالهم ظهر لهم ماكانوا يخفون من الناس من قبل فى الدنيا من قبائحهم وفضائحهم فى صحفهم وقيل هو فى المنافقين و أنه يظهر نفاقهم الذى كانوا يسرونه أو فى أهل الكتاب و أنه يظهر لهم ما كانوا يخفونه من ضحة نبوة رسول الله صلى الله عليه و سلم ولو ردوا إلى الدنيا بعد وقوفهم على النار لعادوا لما نهوا عنه من الكفر وأنهم لكاذبون فيما وعدوا من أنفسهم لا يوفون به وقالوا عطف على لعادوا أى ولو ردوا لكفروا ولقالوا إن هى إلا حياتنا الدنيا كما كانوا يقولون قبل معاينة القيامة أو على قوله وانهم لكاذبون أى وانهم لقوم كاذبون فى كل شيء وهم الذين قالوا أن هى إلا حياتنا الدنيا وهى كناية عن الحياة أو هو ضمير القصة وما نحن بمبعوثين ولو ترى إذ وقفوا على ربهم مجاز عن الحبس للتوبيخ والسؤال كما يوقف العبد الجانى بين يدى سيده ليعابته أو وقفوا على جزاء ربهم قال جواب لسؤال مقدر كأنه قيل ماذا قال لهم ربهم إذ وقفوا عليه فقيل قال أليس هذا أى البعث بالحق بالكائن الموجود وهذا تعبير لهم على التكذيب للبعث وقولهم لما كانوا يسمعون من حديث البعث ما هو بحق قالوا بلى وربنا أقروا وأكدوا الإقرار باليمين قال الله تعالى فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون بكفركم قد خسر الذين كذبوا بلقاء الله ببلوغ الآخرة وما يتصل بها أو هو مجرى على ظاهره لأن منكر البعث منكر للرؤية حتى غاية لكذبوا لا لخسر لأن خسرانهم لا غاية له إذا جاءتهم الساعة أى القيامة لأن مدة تأخرها مع تأبد ما بعدها كساعة واحدة بغتة فجأة وانتصابها على الحال يعنى باغتة أو على المصدر كأنه قيل بغتتهم الساعة بغتة وهى ورود الشئ على صاحبه من غير علمه بوقته قالوا يا حسرتنا نداء تفجع معناه يا حسرة احضرى فهذا أوانك على